responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 426


خراسان حتى وافى به العراق ، قال له المأمون : لأن أستحييك بحقّ أحبّ إليّ من أن أقتلك بحقّ ، ولأن أقتلك بالبراءة أحبّ إليّ من أن أقتلك ( 1 ) بالتهمة ، وقد كنت مسلما بعد أن كنت نصرانيا ، وكنت فيها أنتج ( 2 ) وأيامك فيها أطول ، فاستوحشت مما كنت به آنسا ، ثم لم تلبث أن رجعت عنّا نافرا ، فخبّرنا عن الشيء الذي أوحشك من الشيء الذي صار آنس لك من إلفك القديم وأنسك الأول ، فإن وجدت عندنا دواء دائك تعالجت به ، والمريض من الأطباء يحتاج إلى المشاورة ، وان أخطأك الشفاء ونبا عن دائك الدواء ، كنت قد أعذرت ولم ترجع على نفسك باللائمة ، فإن قتلناك قتلناك بحكم الشريعة ، أو ترجع أنت في نفسك إلى الاستبصار والثقة ، وتعلم أنك لم تقصّر في اجتهاد ولم تفرّط في الدخول في باب الحزم . قال المرتدّ : أوحشني كثرة ما رأيت من الاختلاف فيكم . قال المأمون : لنا اختلافان ، أحدهما كالاختلاف في الأذان وتكبير الجنائز ، والاختلاف في التشهد وصلاة الأعياد وتكبير التشريق ووجوه القراءات واختلاف وجوه الفتيا وما أشبه ذلك ، وليس هذا باختلاف وانما هو تخيير وتوسعة وتخفيف من المحنة ، فمن أذّن مثنى وأقام مثنى لم يؤثّم من أذن مثنى وأقام فرادى ، لا يتعايرون ولا يتعايبون ، أنت ترى ذلك عيانا وتشهد عليه بيانا ؛ والاختلاف الآخر كنحو اختلافنا في تأويل الآية من كتابنا وتأويل الحديث عن نبينا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، مع إجماعنا على أصل التنزيل واتفاقنا على عين الخبر ، فإن كان الذي أوحشك هذا حتى أنكرت هذا الكتاب فقد ينبغي أن يكون اللفظ بجميع التوراة والانجيل متفقا على تأويله ، كما يكون متّفقا على تنزيله ، ولا يكون بين جميع اليهود والنصارى اختلاف في شيء من التأويلات ، وينبغي لك ألا ترجع إلَّا إلى لغة لا اختلاف في تأويل ألفاظها ، ولو شاء اللَّه أن ينزل كتبه ويجعل كلام أنبيائه وورثة رسله لا يحتاج إلى تفسير لفعل ، ولكنا لم نر شيئا

426

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست