نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 421
إسم الكتاب : التذكرة الحمدونية ( عدد الصفحات : 466)
المعصية ، واجعلوا سلفهم لمن غيّر منكم عظة ، ولا تكونوا أغفالا من حسن الاعتبار ، فتنزل بكم جائحة السطوة ، وتجوس خلالكم بوادر النقمة ، وتطأ رقابكم بثقلها المعصية فتجعلكم همدا رفاتا ، وتشتمل عليكم بطون الأرض أمواتا . إياي من قول قائل وسفه جاهل ، فإنما بيني وبينكم أن أسمع النعرة ، فأصمّم تصميم الحسام المطرور ، وأصول صيال الحنق الموتور ، إنما هي المصافحة والمكافحة بظبات السيوف وأسنّة الرماح والمعاودة لكم بسوء الصباح فتاب تائب أو هلك خائب ، والتّوب مقبول ، والاحسان مبذول لمن أبصر حظَّه وعرف رشده ، فانظروا لأنفسكم وأقبلوا على حظوظكم ، وليكن أهل الطاعة منكم يدا على ذوي الجهل من سفهائكم ، واستديموا النعمة التي ابتدأتكم برغد عيشها ونفيس زينتها ، فإنكم من ذاك بين فضلين : عاجل الخفض والدعة ، وآجل الجزاء والمثوبة . عصمكم اللَّه من الشيطان وفتنته ونزغه ، وأيّدكم بحسن معونته وحفظه ، انهضوا رحمكم اللَّه لقبض أعطياتكم غير مقطوعة عنكم ، ولا ممنوعة منكم ، ولا مكدّرة عليكم ، إن شاء اللَّه . [1076] - ولما قتل المنصور أبا مسلم خطَّأه في الرأي الفرج بن فضالة ، وكان يتقلَّد له بيت المال ، وقد كان عمل لعبد الملك بن مروان ، فقال له : لم لم تخطَّىء صاحبك لما قتل عمرا ، يعني عبد الملك ، قال : لأنه قتله ودونه أبوابه ومغالقه ، وحوله اثنا عشر ألفا من جنوده ومواليه ، وقتلت أبا مسلم وأنت في خرق ، وكلّ من حواليك إليه ومنه وله ، فتمثل أبو جعفر : [ من الطويل ] . < شعر > وما إن شفى نفسا كأمر صريمة إذا حاجة في النفس طال اعتراضها < / شعر > [1077] - واقتدى المهتدي بالمنصور فكان ذلك سبب هلاكه ، فإنه لما
[1076] الجهشياري : 112 . [1077] المهتدي هو محمد بن الواثق بويع سنة 255 - 256 ؛ انظر الطبري 3 : 1813 وابن
421
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 421