نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 42
أتتهم رسل ربّهم فلا ما كانوا أمّلوا أدركوا ، ولا إلى ما فاتهم رجعوا ، قدموا على ما عملوا ، وندموا على ما خلَّفوا ، ولن يغني الندم ، وقد جفّ القلم ، فرحم اللَّه امرءا قدّم خيرا وأنفق قصدا ، وقال صدقا ، وملك دواعي شهوته ولم تملكه ، وعصى إمرة نفسه فلم تهلكه . [ 15 ] وقال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : إياكم وفضول المطعم فإنها تصم القلب بالقسوة وتبطىء بالجوارح عن الطاعة وتصمّ الهمم عن سماع الموعظة ، وإياكم وفضول النظر فإنه يبذر الهوى ويولَّد الغفلة ( 1 ) ، وإياكم واستشعار الطمع فإنه يشرب القلوب شدّة الحرص ويختم على القلوب بطابع حبّ الدنيا ، وهو مفتاح كلّ سيئة وسبب إحباط كلّ حسنة . [ 6 ] ومن كلام له صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : إن روح القدس نفث في روعي أنه لن يموت عبد حتى يستكمل رزقه ، فأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئا من فضل اللَّه بمعصيته ، فإنه لن ينال ما عند اللَّه إلا بطاعته ، ألا وإنّ لكل امرئ رزقا هو يأتيه لا محالة ، فمن رضي به بورك له فيه فوسعه ، ومن لم يرض به لم يبارك له فيه فلم يسعه ، وإنّ الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجله . [17] لما أراد النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يبعث معاذا إلى اليمن ، ركب معاذ