نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 410
كان أميرهم كان كأنه رجل منهم ، قالوا : ما نعلمه إلَّا الربيع بن زياد الحارثي قال : صدقتم هو لها . [1053] - استشار عمر رضي اللَّه عنه عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الشخوص بنفسه إلى قتال الفرس ، فقال له عليّ كرم اللَّه وجهه : إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلَّة ، وهو دين اللَّه الذي أظهره ، وجنده الذي أعزّه وأيده ، حتى بلغ ما بلغ ، وطلع حيث طلع ، ونحن على موعود من اللَّه ، واللَّه منجز وعده ، وناصر جنده ، ومكان القيّم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمّه ، فإن انقطع النظام تفرّق وذهب ، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا ؛ والعرب اليوم ، وإن كانوا قليلا ، كثيرون بالاسلام وعزيزون بالاجتماع ، فكن قطبا واستدر الرحى بالعرب ، وأصلهم دونك نار الحرب ، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك مما بين يديك . إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا : هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه استرحتم ، فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك وطمعهم فيك ، فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإنّ اللَّه سبحانه هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره ، وأما ما ذكرت من عددهم فانا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وانما كنا نقاتل بالنّصر والمعونة . [1054] - ومثل هذا الرأي ما ذكر أنه كرم اللَّه وجهه حضّ أصحابه على الجهاد ، فسكتوا مليّا ، فقال : ما لكم أمخرسون أنتم ؟ قال قوم منهم : يا أمير المؤمنين إن سرت سرنا معك . فقال عليه السلام : ما لكم لا سدّدتم لرشد ، ولا هديتم لقصد ، أفي مثل هذا ينبغي أن أخرج ؟ إنما يخرج في مثل هذا رجل