responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 334


ترضى له ، ولا تكابره بالتحويل عما يحبّ ويكره إلى ما تحبّ وتكره فإنها رياضة صعبة قد تحمل على الإباء والقلى ، وقلما يقدر على ردّ رجل بالمكابرة والمناقصة وإن لم يكن جمح به عزّ سلطان فكيف إذا جمح به ، ولكن تعينه على أحسن رأيه وتزيّنه وتقوّيه عليه ، فإذا قويت المحاسن كانت هي التي تكف ( 1 ) المساوىء ، وإذا استحكمت منها ناحية من الصواب كان ذلك الصواب هو الذي يبصره مواقع الخطايا بألطف من تبصيرك وأعدل من حكمك في نفسه ، فإنّ الصواب في يده يؤيّد بعضه بعضا ويدعو بعضه إلى بعض ، وإذا كنت له مكابرا لحقك الخطر ولم تبلغ ما تريد .
‹ 7 › لا يكن طلبك ما عند السلطان بالمسألة ، ولا تستبطئه وإن أبطأ ، ولكن اطلب ما عنده بالاستحقاق له والاستيناء به ، وإن طالت الأناة ( 2 ) ، فإنك إذا استحققته أتاك من غير طلب ، وإن لم تستبطئه كان أعجل له ، ولا تخبرنّ الوالي أنّ لك عليه حقا وأنك تعتدّ عليه ببلاء ( 3 ) ، وإن استطعت أن تنسى حقّك وبلاءك فافعل ، وليكن ما تذكره به تجديدك له النصيحة والاجتهاد وألا يزال ينظر منك إلى آخر يذكَّره الأول ، فإن السلطان إذا انقطع عنه الآخر نسي الأول ، وإن أرحامهم منقطعة وحبالهم منصرمة إلا من رضوا عنه في يومهم وساعتهم .
‹ 8 › اعلم أن أكثر الناس عدوا وزير السلطان ذو المكانة عنده لأنه منفوس عليه مكانه كما ينفس على الملك ملكه ، ومحسود كما يحسد عليه ، غير أنه يجترأ عليه ولا يجترأ على الملك ، لأن حسّاده أحبّاء الملك الذين


‹ 7 › الأدب الكبير : 57 . ‹ 8 › الأدب الكبير : 59 .

334

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست