responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 323


ويعطي منك ، ولا يضعف عقدا اعتقده لك ، ولا يعجز عن إطلاق ما عقد عليك ، ولا يجهل مبلغ [ قدر ] نفسه في الأمور ، فإن الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره أجهل ، ثم لا يكون اختيارك إياهم على فراستك ، واستنامتك وحسن الظنّ منك ، فإن الرجال يتعرّضون لفراسات الولاة بتصنيعهم ( 1 ) وحسن خدمتهم ، وليس وراء ذلك من النصيحة والأمانة شيء ، ولكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك ، فاعمد لأحسنهم كان في العمامة أثرا ، وأعرفهم بالأمانة وجها ، فإن ذلك دليل على النصيحة ( 2 ) للَّه ولمن ولَّيت أمره . واجعل لرأس كلّ أمر من أمورك رأسا منهم لا يقهره كبيرها ولا يتشتّت عليه كثيرها ، ومهما كان في كتّابك من عيب فتغابيت عنه ألزمته .
ثم استوص بالتجار وذوي الصناعات وأوص بهم خيرا : المقيم منهم ، والمضطرب بماله والمترفّق ببدنه ، فإنهم موادّ المنافع ، وأسباب المرافق ، وجلَّابها من المباعد والمطارح ، في برّك وبحرك ، وسهلك وجبلك ، وحيث لا يلتئم الناس إلى مواضعها ، ولا يجترئون عليها ، فإنهم سلم لا تخاف بائقته ، وصلح لا تخشى غائلته ، وتفقد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك ، واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا ، وشحا ( 3 ) قبيحا ، واحتكارا للمنافع ، وتحكما في البياعات ، وذلك باب مضرّة للعامّة ، وعيب على الولاة ، فامنع الاحتكار فإنّ رسول اللَّه عليه السلام منع منه ؛ وليكن البيع بيعا سمحا بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين : من البائع والمبتاع ، فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه ، فنكَّل به وعاقب في غير إسراف .
ثم اللَّه اللَّه في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم والمساكين والمحتاجين و [ أهل ] البؤسى والزّمنى ، فإن في هذه الطبقة قانعا ومعتّرا ، فاحفظ اللَّه ما

323

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست