responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 322


تفقّد أعمالهم وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم ، فإن تعاهدك في السرّ لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية . وتحفّظ من الأعوان فإن أحد منهم بسط يده إلى خيانة اجتمعت بها عليه عندك أخبار عيونك اكتفيت بذلك شاهدا فبسطت عليه العقوبة في بدنه ، وأخذته بما أصاب من عمله ، ثم نصبته بمقام المذلَّة ، ووسمته بالخيانة ، وقلَّدته عار التهمة .
وتفقد أمر الخراج بما يصلح أهله ، فإن في صلاحهم وصلاحه صلاحا لمن سواهم ، ولا صلاح لمن سواهم إلا بهم ، لأنّ الناس كلَّهم عيال على الخراج وأهله . وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة ، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد ، ولم يستقم أمره إلا قليلا ، فإن شكوا ثقلا أو علَّة أو انقطاع شرب أو بالة أو إحالة أرض اغتمرها غرق وأجحف بها عطش ، خفّفت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم . ولا يثقلنّ عليك شيء خفّفت به المؤونة عنهم ، فإنه ذخر يعودون به [ عليك ] في عمارة بلادك ، وتزيين ولايتك ، مع استجلابك حسن ثنائهم ، وتبجّحك باستفاضة العدل فيهم ، معتمدا أفضل قوتهم بما ذخرت عندهم من إجمامك لهم والثقة منهم بما عوّدتهم من عدلك عليهم ورفقك بهم ، فربما حدث من الأمور ما إذا عوّلت فيه عليهم من بعد احتملوه طيّبة أنفسهم به ، فإن العمران محتمل ما حمّلته ، وإنما يؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها ، وإنما يعوز أهلها لاشراف أنفس الولاة على الجمع وسوء ظنّهم بالبقاء ، وقلَّة انتفاعهم بالعبر .
ثم انظر في حال كتّابك فولّ على أمورك خيرهم ، واخصص رسائلك التي تذخل فيها مكايدك وأسرارك بأجمعهم لوجوه صالح الأخلاق ممن لا تبطره الكرامة فيجترىء بها عليك في خلاف لك بحضرة ملأ ، ولا تقصّر به الغفلة عن إيراد مكاتبات عمالك وإصدار جواباتها على الصواب عنك ، وفيما يأخذ لك

322

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست