نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 225
فإذا كان الزاهد طامعا فالتائب بمن يقتدي ؟ وإذا كان العالم راغبا فالجاهل بمن يهتدي ؟ وإذا كان الغازي مرائيا فمتى يظفر بالعدوّ ؟ وإذا كان التاجر خائنا فعلام يؤتمن الخونة ؟ وإذا كان الراعي ذئبا فالشاة من يحفظها ؟ . [543] - قال عمرو بن عبيد للمنصور في موعظة له طويلة مشهورة : إن اللَّه تعالى أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك منه ببعضها ، وإن هذا الذي أصبح في يديك لو بقي في يدي من كان قبلك لم يصر إليك ، فاحذر ليلة تمخّض بيوم هو آخر عمرك . فبكى المنصور وقال له : سل حاجتك ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، لا تعطني حتى أسألك ، ولا تدعني حتى أجيئك . [544] - قيل لزاهد كيف سخت نفسك عن الدنيا ؟ قال : أيقنت أني خارج عنها كارها فأحببت أن أخرج منها طوعا . [545] - قال الفضيل : يا ربّ إني لأستحيي أن أقول توكلت عليك ، لو توكلت عليك لما خفت ولا رجوت غيرك . [546] - وسئل الفضيل عن الزهد فقال : هو حرفان في كتاب اللَّه عز وجل : * ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) * ( الحديد : 23 ) .