نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 204
أمة اللَّه كوني خلفي ، فدخل إلى شعيب والعشاء مهيأ ، فقال : كل ، فقال موسى : لا ، قال شعيب : ألست جائعا ؟ قال : بلى ولكنني أنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من عمل الآخرة بملء الأرض ذهبا ، وأخشى أن يكون هذا أجر ما سقيت لهما . قال شعيب لا يا شابّ ، ولكن هذا عادتي وعادة آبائي ، قرى الضيف وإطعام الطعام ، قال : فجلس موسى فأكل ، فإن كانت هذه المائة دينار عوضا مما قد حدثتك فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحلّ منه ، وإن كانت من مال المسلمين فلي فيها شركاء ونظراء إن وازيتهم وإلَّا فلا حاجة لي فيها . إن بني إسرائيل لم يزالوا على الهدى والتّقى ، حيث كان أمراؤهم يأتون إلى علمائهم رغبة في علمهم ، فلمّا نكسوا وتعسوا وسقطوا من عين اللَّه وآمنوا بالجبت والطَّاغوت ، كان علماؤهم يأتون إلى أمرائهم ، وشاركوهم في دنياهم وشركوا معهم في فتنتهم . قال ابن شهاب : يا أبا حازم ، وإياي تعني أو بي تعرّض ، قال : ما إياك اعتمدت ، ولكن هو ما تسمع ، قال سليمان : يا ابن شهاب تعرفه ؟ قال : نعم جاري منذ ثلاثين سنة ما كلَّمته كلمة واحدة ( 1 ) قط ، قال أبو حازم : إنك نسيت اللَّه فنسيتني ، ولو أحببت اللَّه لأحببتني ، قال ابن شهاب : يا أبا حازم تشتمني ؟ قال سليمان : ما شتمك ولكن أنت شتمت نفسك ، أما علمت أن للجار على الجار حقا كحقّ القرابة ؟ فلما ذهب أبو حازم قال رجل من جلساء سليمان : يا أمير المؤمنين تحب أن يكون الناس كلهم مثل أبي حازم ؟ قال : لا . [469] - جاء ابن ( 2 ) لسليمان بن عبد الملك حتّى جلس إلى جنب طاووس