responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 203


من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحبّ وترضى ، قال سليمان : عظني ، قال :
قال : قد أكثرت إن كنت من أهله ، وإن لم تكن من أهله فماذا حاجتك ( 1 ) أن ترمي على قوس ليس لها وتر ؟ قال سليمان : يا أبا حازم ما تقول فيما نحن فيه ؟
قال : أوتعفيني يا أمير المؤمنين ، قال : بل نصيحة تلقيها إليّ ، قال : إن آباءك غصبوا الناس هذا الأمر عنوة بالسيف عن غير مشورة ولا إجماع من الناس ، وقد قتلوا فيه مقتلة عظيمة وارتحلوا ، فلو شعرت ما قالوا وقيل لهم ، فقال رجل من جلساء سليمان : بئس ما قلت ، قال أبو حازم : كذبت ، إنّ اللَّه أخذ على العلماء الميثاق ليبيننّه للناس ولا يكتمونه . قال : يا أبا حازم أوصني ، قال :
نعم أوصيك وأوجز ، نزّه اللَّه وعظَّمه أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك ، ثم قام ، فلما ولَّي قال : يا أبا حازم هذه مائة أنفقها ولك عندي أمثالها كثير ، فرمى بها وقال : ما أرضاها لك فكيف أرضاها لنفسي ، إني أعيذك باللَّه أن يكون سؤالك إيّاي هزلا وردّي عليك بذلا ، إن موسى بن عمران عليه السلام لما ورد ماء مدين : * ( فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) * ( القصص : 24 ) فسأل موسى ربّه ولم يسأل الناس ، ففطنت الجاريتان ولم يفطن الرّعاء لما فطنتا له ، فأتتا أباهما ، وهو شعيب عليه السلام ، فاخبرتاه خبره ، قال شعيب : ينبغي أن يكون هذا جائعا ، ثم قال لاحداهما : اذهبي ادعيه ، فلما أتته أعظمته وغطَّت وجهها ثم قالت : ( إنّ أبي يدعوك ليجزيك ) فلما قالت : ليجزيك * ( أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا ) * ( القصص : 25 ) كره موسى عليه السلام ذلك ، وأراد أن لا يتبعها ولم يجد بدّا من أن يتبعها ( 2 ) لأنه كان في أرض مسبعة وخوف ، فخرج معها وكانت امرأة ذات عجز ، وكانت الرياح تضرب ثوبها فتصف لموسى عليه السلام عجزها فيغضّ مرّة ويعرض أخرى ، فقال : يا

203

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست