نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 196
الكوفة ، فخرجت في ليلة مظلمة طخياء ، فإذا بصارخ يصرخ في جوف الليل وهو يقول : إلهي وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، ولقد عصيتك إذ عصيتك وما أنا بنكالك جاهل ، ولكن خطيئة عرضت وأعانني عليها شقائي ، وغرّني سترك المرخى عليّ وقد عصيتك بجهدي وخالفتك ( 1 ) بجهلي ، فالآن من عذابك من يستنقذني ؟ وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك مني ؟ واشباباه واشباباه . فلما فرغ من قوله تلوت آية من كتاب اللَّه عز وجل : * ( ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ والْحِجارَةُ ) * ( البقرة : 24 ) الآية ، فسمعت دكة ( 2 ) لم أسمع بعدها حسّا ، فمضيت ، فلما كان من الغد رجعت من ( 3 ) مدرجتي فإذا أنا بجنازة قد أخرجت ، وإذا عجوز قد ذهبت منّتها - يعني قوّتها - فسألتها عن الميت ولم تكن عرفتني ، فقالت : هذا رجل لا جزاه اللَّه خيرا مرّ بابني البارحة وهو قائم يصلَّي فتلا آية من كتاب اللَّه عز وجل فتفطرت مرارته فوقع ميتا ، رحمه اللَّه . [ 446 ] - فقد الحسن بن حي شابا كان ينقطع إليه ، فخرج الحسن حتى أتى منزله فدقّ عليه الباب فخرج إليه الشابّ ، فقال له : يا أخي مالك لم أرك منذ أيام ؟ فقال له : يا أخي إن هذه الدار ليست هي دار ليست هي دار لقاء ، إنما هي دار عمل ، واللقاء ثمّ ، أغلق الباب في وجهه فما رآه الحسن بعد ذلك اليوم حتى أخرجت جنازته . [447] - قال محمد الكندي : سمعت أشياخنا يقولون : إذا عرض لك
[447] ورد هذا القول مرة في الأدب الصغير ( رسائل البلغاء ) : 14 ومرة في الأدب الكبير : 98 ؛ وهو منسوب لعتبة في ربيع الأبرار : 201 / أولفيثاغور في فقر الحكماء : 208 وانظر الحكمة الخالدة : 73 وسيأتي تحت رقم : 939 وضمن كلمة نسبت لعلي ولا بن المقفع رقم : 1026 .
196
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 196