نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 188
[427] قال الفضل بن الربيع : حجّ هارون الرشيد ، فاتاني فخرجت إليه مسرعا فقلت : يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليّ أتيتك ، فقال : ويحك قد حلّ ( 1 ) في نفسي شيء فانظر لي رجلا أسأله ؛ فقلت : [ هاهنا ] سفيان بن عيينة ، فقال : امض بنا إليه ، فأتيناه فقرعنا الباب فقال : من ذا ؟ فقلت : أجب أمير المؤمنين ، فخرج مسرعا فقال : يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليّ أتيتك ، قال : خذ لما جئناك له رحمك اللَّه ، فحدّثه ساعة ثم قال له : عليك دين ؟ قال : نعم ، قال : يا عباسيّ اقض دينه ، فلما خرجنا ، قال : ما أغنى عنك ( 2 ) صاحبك شيئا ، انظر لي رجلا أسأله ، قلت : ها هنا عبد الرزاق بن همّام ، قال : امض بنا إليه ، فأتيناه فكانت حاله كحال سفيان بن عيينة ، فقلت له : ها هنا الفضيل بن عياض ، قال : امض بنا إليه ، فأتيناه فإذا هو قائم يصلَّي يتلو آية من القرآن يردّدها ، فقرعت الباب فقال : من ذا ؟ فقلت : أجب أمير المؤمنين ، قال : مالي ولأمير المؤمنين ؟ فقلت : سبحان اللَّه أما عليك طاعة لبشر ؟ فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت ، فدخلنا فجعلنا نجول البيت ( 3 ) عليه بأيدينا ، فسبقت ( 4 ) كف هارون الرشيد إليه قبلي فقال : يا لها من كفّ ما ألينها إن نجت من عذاب اللَّه ، فقلت في نفسي ليكلمنّه الليلة بكلام من قلب نقيّ ، فقال له : خذ لما جئناك له يرحمك اللَّه ، فقال : [ إن ] عمر بن عبد العزيز لما ولي