نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 171
إسم الكتاب : التذكرة الحمدونية ( عدد الصفحات : 466)
أرقّ من سفيان الثوري ، قال ابن مهدي : وكنت أرمقه الليلة بعد الليلة ، فما كان ينام إلا في أول الليل ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي : النار النار ، شغلني ذكر النار عن النوم واللذات ( 1 ) ، كأنه يخاطب رجلا في البيت ، ثم يدعو بماء إلى جانبه فيتوضأ ثم يقول على أثر وضوئه : اللهم إنك عالم بحاجتي غير معلَّم بما أطلب ، وما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار ، إلهي إن الجزع قد أرّقني والخوف فلم يؤمنّي ، وكلّ هذا من نعمك ( 2 ) السابغة عليّ ، وكذلك فعلت بأوليائك وأهل طاعتك ، إلهي قد علمت أن لو كان لي عذر في التخلَّي ما أقمت مع الناس ( 3 ) طرفة عين ، ثم يقبل على صلاته . وكان البكاء يمنعه من القراءة حتى إني كنت لا أستطيع سماع قراءته من كثرة بكائه ، وما كنت أقدر أن أنظر إليه استحياء وهيبة منه . [382] - ورؤي سفيان يأكل الطباهج ، وقال : إني لم أنهكم عن الأكل ، ولكن انظر من أين تأكل ، وادخل ( 4 ) وانظر على من تدخل ، وتكلَّم وانظر كيف تكلم ، كيف أنهاكم عن الأكل ، واللَّه عز وجل يقول * ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ) * ( الأعراف : 31 ) . [383] - وعن سفيان أنه رأى رجلا قريبا من المنبر فقال له : شغلتني يا فلان بقربك من المنبر ، أما خفت أن يقولوا قولا ( 5 ) فيجب عليك رده ؟ فقال له