نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 161
إسم الكتاب : التذكرة الحمدونية ( عدد الصفحات : 466)
شئت ربّعت بسليمان بن داود فليس دونهم في العجب ، كان يأكل خبز الشعير في خاصّته ويطعم أهله الخشكار ويطعم النّاس الدرمك ( 1 ) ، فإذا جنّه الليل لبس المسوح وغلّ اليد إلى العنق وبات باكيا حتى يصبح ، كلّ هذا منهم : يبغضون ما أبغض اللَّه ، ويصغّرون ما صغّر اللَّه ، ويزهدون فيما فيه زهّد . ثم اقتصّ الصالحون بعد منهاجهم ، وأخذوا بآثارهم ، وألزموا أنفسهم الذكر والعبر ، وألطفوا الفكر ، وصبروا في مدة الأجل القصير عن متاع الغرور ، والذي إلى الفناء يصير ، [ ونظروا ] إلى آخر الدنيا ولم ينظروا إلى أولها ، ونظروا إلى باطن الدنيا ولم ينظروا إلى ظاهرها ، ونظروا إلى عاقبة مرارتها ولم ينظروا إلى عاجلة حلاوتها ، وأنزلوها من أنفسهم بمنزلة الميتة التي لا يحلّ الشبع منها في حال ( 2 ) الضرورة إليها ، فأكلوا منها قدر ما ردّ النفس وبقّى الروح ومكَّن من النوم . [ 351 ] - ومن كلام الحسن : لا تغتّر يا ابن آدم بقول من يقول أنت مع من أحببت ، فإنه من أحبّ قوما تبع آثارهم ، واعلم أنك لم ( 3 ) تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم وحتى تهتدي بهداهم ( 4 ) وتقتدي بسنتهم ، فتسلك مسلكهم ، وتأخذ طريقتهم ، وإنما ملاك الأمر أن تكون على استقامة . واللَّه إنما هلك من هلك حين تشعبت بهم السبل وحادوا عن الطريق ، فتركوا الآثار وقالوا في الدين برأيهم ، فضلوا وأضلوا . يا ابن آدم ما رأيت اليهود والنصارى وأهل الأهواء المردية يحبّون أنبياءهم وليسوا معهم لأنهم خالفوهم في العمل والقول وسلكوا غير طريقتهم فصار موردهم إلى النار ، فتعوّذ باللَّه من ذلك ( 5 ) . قال اللَّه عز وجل : * ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا ) * 11 = 1 التذكرة
161
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 161