نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 153
ولا طالبه مني . [334] - وقال عمر لرجل من جلسائه : لقد أرقت الليلة تفكرا ، قال : فيم يا أمير المؤمنين ؟ قال : في القبر وساكنه ، إنك لو رأيت الميت بعد ثالثة ( 1 ) في قبره لا ستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك بناحيته ، ولرأيت بيتا تجول فيه الهوامّ ويجري فيه الصديد وتخترقه الديدان ، مع تغيّر الريح وبلى الأكفان ، بعد حسن الهيئة وطيب الريح ونقاء الثوب ، ثم شهق شهقة وخرّ مغشيا عليه ، فقالت فاطمة : يا مزاحم ، ويحك أخرج هذا الرجل عنّا فلقد نغّص على أمير المؤمنين الحياة منذ ولي ، فليته لم يكن ، فخرج الرجل ، فجاءت فاطمة تصبّ على وجهه الماء وتبكي حتى أفاق من غشيته ، فرآها تبكي فقال : ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت : يا أمير المؤمنين ، رأيت مصرعك بين أيدينا فذكرت به مصرعك بين يدي اللَّه عز وجل للموت وتخلَّيك من الدنيا وفراقك لنا ، فذاك الذي أبكاني . قال : حسبك يا فاطمة فلقد أبلغت ، ثم مال ليسقط فضمّته إليها وقالت : بأبي أنت يا أمير المؤمنين ما نستطيع أن نكلمك بكلّ ما نجد لك في قلوبنا ، فلم يزل على حاله تلك حتى حضرته الصلاة فصبّت على وجهه ماء ثم نادته : الصلاة يا أمير المؤمنين ، فأفاق فزعا . [335] - وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل الموسم : أما بعد فإني أشهد اللَّه وأبرأ إليه في الشهر الحرام والبلد الحرام ويوم الحجّ الأكبر أني بريء من ظلم من ظلمكم ، وعدوان من اعتدى عليكم ، أن أكون أمرت بذلك أو رضيته أو
[334] - حلية الأولياء 5 : 268 - 269 وسيرة عمر ( ابن كثير ) : 82 - 83 وسيرة عمر ( ابن الجوزي ) : 187 . [335] حلية الأولياء 5 : 292 - 293 .
153
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 153