نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 122
النجاء ؛ وراءكم طالب حثيث ، مرّه سريع ، ففكَّروا عباد اللَّه فيمن كانوا قبلكم ، أين كانوا أمس وأين هم اليوم ، أين الشباب الوضأة ( 1 ) المعجبون بشبابهم ؟ صاروا كلا شيء ، أين الملوك الذين بنوا الحوائط واتخذوا العجائب ؟ تلك بيوتهم خاوية ، وهم في ظلمات القبور ، * ( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) * ( مريم : 98 ) أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب ؟ تضعضع بهم الدهر فصاروا رميما ، أين من كنتم تعرفون من آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وقراباتكم ؟ وردوا على ما قدّموا وحلَّوا بالشقاوة والسعادة فيما بعد الموت . اعلموا عباد اللَّه أن اللَّه ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه خيرا ، ولا يدفع به عنه سوءا إلَّا بطاعته واتباع أمره ، فإن أحببتم أن تسلم دنياكم وآخرتكم فاسمعوا وأطيعوا ولا تفرّقوا فتفرّق بكم السّبل ، وكونوا إخوانا بما أمركم اللَّه ، أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه لي ولكم . [249] - وقال في خطبة له : تعلمون ( 2 ) أنّ أكيس الكيس التّقى وانّ أعجز العجز الفجور ، وأن أقواكم عندي الضعيف حتّى أعطيه حقّه ، وأن أضعفكم عندي القويّ حتّى آخذ منه الحقّ ، أيها الناس إنما أنا متّبع ولست بمبتدع ، فإذا أحسنت فأعينوني ، وإذا زغت فقوموني . [250] - وقال : أربع من كنّ فيه كان خيار ( 3 ) عباد اللَّه : من فرح
[249] نثر الدر 2 : 20 ، وطبقات ابن سعد 3 : 183 ، وعيون الأخبار 2 : 234 ، وانظر العقد 4 : 59 ، والكامل 1 : 13 ، وصفة الصفوة 1 : 98 ، وقوله « إن اكيس الكيس . . . الفجور « في التمثيل والمحاضرة : 30 للحسن بن علي . [250] نثر الدر 2 : 23 .
122
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 122