نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 121
إسم الكتاب : التذكرة الحمدونية ( عدد الصفحات : 466)
توفي رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ارتدّت العرب ومنعت شاتها وبعيرها ، فاجتمع رأينا كلَّنا أصحاب محمد أن قلنا : يا خليفة رسول اللَّه إنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يقاتل العرب بالوحي والملائكة يمدّه اللَّه تعالى بهم ، وقد انقطع ذلك اليوم ، فالزم بيتك ومسجدك فإنه لا طاقة لك بالعرب ، فقال أبو بكر : أوكلَّكم رأيه هذا ؟ فقلنا : نعم فقال : واللَّه لأن أخرّ من السماء فتخطَّفني الطير أحبّ إليّ من أن يكون ( 1 ) هذا رأيي . ثمّ صعد المنبر فحمد اللَّه واثنى عليه وكبّره وصلَّى على النبيّ عليه السلام ، ثمّ أقبل على الناس فقال : أيها الناس من كان يعبد محمدا فإنّ محمدا قد مات ، ومن كان يعبد اللَّه تعالى فإنّ اللَّه حيّ لا يموت ، أيها الناس إن كثر اعداؤكم وقلّ عددكم ركب الشيطان منكم هذا المركب ؟ ! واللَّه ليظهرنّ هذا الدين على الأديان كلَّها ولو كره المشركون ، وقوله الحقّ ووعده الصدق : * ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُه فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ، ولَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) * ( الأنبياء : 18 ) . و * ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله والله مَعَ الصَّابِرِينَ ) * ( البقرة : 249 ) ، أيها الناس ، لو أفردت من جمعكم لجاهدتهم في اللَّه حقّ جهاده حتى أبلغ من نفسي عذرا أو أقتل مقبلا ، واللَّه أيها الناس لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه ، واستعنت باللَّه خير معين . ثم نزل فجاهد في اللَّه حقّ جهاده ، حتّى أذعنت العرب بالحقّ . وهذا الخبر يدلّ على قوّة اليقين والإيمان والتشمير في ذات اللَّه عزّ وجلّ على ما يوجب له التقديم والتسليم . [248] - ومن كلامه ( 2 ) في خطبته يوم الجمعة : الوحى الوحى النجاء