نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 114
نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنئك بها ، ولا تراها نقمة فنعزّيك بها ، فما نصنع عندك ؟ قال فكتب إليه : تصحبنا لتنصحنا ، فأجابه : من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك . فقال المنصور : واللَّه لقد ميّز عندي منازل الناس ، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة ، وإنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا . [231] - قال سفيان الثوري لجعفر بن محمد : حدثني ، قال جعفر : أما إنّي أحدثك ، وما كثرة الحديث لك بخير ، يا سفيان : إذا أنعم اللَّه عليك بنعمة فأحببت تمامها ( 1 ) ودوامها فأكثر من الحمد والشكر فإن اللَّه تعالى قال في كتابه المبين : * ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) * ( إبراهيم : 72 ) . وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار ، فإن اللَّه تعالى قال في كتابه : * ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّه كانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وبَنِينَ ) * يعني في الدنيا والآخرة ، * ( ويَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ويَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ) * ( نوح : 10 - 12 ) . يا سفيان إذا حزبك ( 2 ) أمر من سلطان أو غيره فأكثر من لا حول ولا قوة إلَّا باللَّه ، فإنها مفتاح للفرج وكنز من كنوز الجنّة . فعقد سفيان بيده وقال : ثلاث وأي ثلاث ، قال جعفر : عقلها واللَّه أبو عبد اللَّه ولينفعنه بها . [232] - سقط ( 3 ) ابن لعلي بن الحسين عليهما السلام في بئر ، فتفرغ أهل المدينة لذلك حتى أخرجوه ، وكان قائما يصلَّي فما زال عن محرابه ، فقيل له في ذلك ، فقال : ما شعرت ، كنت أناجي ربّا كريما .