responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 439


فقيل له في ذلك فقال : أما إقصائي إياه فلجرمه ، وأما تفريقي ماله في الشعراء فلئلا يشفعوا فيه .
[1127] - كتب الاسكندر إلى أرسطاطاليس يعلمه بما افتتح من البلاد ويعجّبه من قبّة الذهب ، وجدها في بلاد الهند ، فأجاب : إني رأيتك تعجب من قبة عملها الآدميون ، وتدع التعجب من هذه القبّة المرفوعة فوقك ، وما زيّنت به من الكواكب وأنوار الليل والنهار . وأما البلدان فليكن ملكك فيها بالتودّد إلى أهلها ، لا كقهر الراعي غنمه بالعصا ، فإنك في طاعة المودة أحمد بدنا وعافية من طاعة القهر والاستطالة ، فحدّث به المأمون فقال : لقد حثّ على التودّد فأحسن ، فلقد أدّبنا اللَّه قبل معرفتنا بحكمة أرسطاطاليس : * ( ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) * ( آل عمران : 159 ) .
[1128] - لما قتل شيرويه بن كسرى أباه أبرويز ، وقف له رجل من الرعية يوما وقد رجع من الميدان فقال : الحمد للَّه الذي قتل أبرويز على يديك ، وملَّكك ما كنت أحقّ به منه ، وأراح آل ساسان قتل من جبروته وعتوّه وبخله ونكده ، فإنه كان ممن يأخذ بالحبة ويقتل بالظنّ ، ويخيف البريء ويعمل بالهوى ؛ فقال للحاجب : احمله إليّ ، فقال : كم كانت أرزاقك في حياة أبرويز ؟ قال : في كفاية من العيش . قال : فكم رزقك اليوم ؟ قال : ما زيد في رزقي شيء ، فقال : هل وترك أبرويز فأبصرت منه مما سمعت من كلامك ؟
قال : لا ، قال : فما دعاك إلى الوقوع فيه ولم يقطع عنك رزقا ، ولا وترك في نفسك ؟ وما للعامة وهم رعية والوقوع بالملوك ؟ وأمر أن ينزع لسانه من قفاه ، وقال : بحقّ ما يقال : ان الخرس خير من البيان بما لا يجب .



[1127] ربيع الأبرار : 376 / أوطبقات صاعد : 34 .
[1128] التاج : 109 - 110 والبيهقي : 383 ومحاضرات الراغب 1 : 387 .

439

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست