نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 408
الصدق بينكما ظهرت على جميع أوليائك ورعيتك . واجتنب الشراب فإنه وقود الشرّ ، واللهو فإنه فوت العمر ، ولا تجعل إحسانك ضربة فإنّ ذلك مغراة بالمنهيّ عنه ، ولكن بتدريج يحفظ عليك اعتدالك ، ومداراة تظهر عنك جمالك ، والزم الخمص فأنه أذكر بالخصاصة ، وأجلب للاعتدال ، وأبعد من شبه البهيمة ، وأدخل في مشاكلة الأشخاص السماوية . [1046] - كتب ملك إلى ملك : بم انتظمت مملكتك ، واستقامت رعيتك ؟ فقال في الجواب : بثماني خصال : لم أهزل في أمر ولا نهي ، ولا أخلفت موعدا ولا وعيدا قطَّ ، وعاقبت للجرم لا للحقد ، وولَّيت للغناء لا للهوى ، واستملت قلوب الرعية من غير كره ، وسهّلت الإذن من غير ضعف ، وعممت بالقوت ، وحسمت الفضول . [1047] - طلب أهل يونان رجلا يصلح للملك بعد ملك لهم فذكروا رجلا ، فقال فيلسوف لهم : هذا الرجل لا يصلح للملك ، قالوا : ولم ؟ قال : لأنه كثير الخصومة ، وليس يخلو في خصومته أن يكون ظالما أو مظلوما ، فإن كان ظالما لم يصلح للملك بظلمه ، وإن كان مظلوما لم يصلح لضعفه ، قالوا : صدقت ، فأنت أولى بالملك منه ، فملكوه . [1048] - وكان المنصور يقول : الخلفاء أربعة أبو بكر وعمر وعثمان