نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 377
وأفضل السلطان ما لم يخالطه بطر ، وأغنى الأغنياء من لم يكن للحرص أسيرا ، وأعجز الملوك آخذهم بالهوينا وأقلَّهم نظرا في العواقب . [971] - وقال : من بلغ جسيما فلم يبطر ؟ ومن اتّبع الهوى فلم يعطب ؟ ومن جاور النساء فلم يفتن ؟ ومن صحب السلطان فلم يعنت ؟ ومن طلب إلى اللئام فلم يهن ؟ ومن واصل الأشرار فسلم ؟ . [ 972 ] - وقال : أحسن القياس عند تشابه الأمور ، واعتبر ما أنت فيه بما بقي وما يكون بما قد كان ، فكفى بذلك علما ، واقنع فحسب المرء أن يكون بما أوتي قانعا ، وأبصر حيث تضع رجلك لا تطأ بها دحضا فتزلق . وأحسن الروغان عند جولة الطالب ، وافرق بين العدوّ والصديق وأنزلهما منازلهما ، أما الصديق فتصله وتقضي حقّه ، وأما العدوّ فتحذره وتنأى عنه ، واحذر محلّ السوء وإن موّه لك ببعض الكذب فقد ينثر الحبّ في الشباك ، لا من كرامة الطير ، والكلمة اللينة من العدوّ في حال ضرورة فاحذرها ، وقس بما في نفسه لك بما في نفسك فكفى بذلك دليلا . [973] - وقيل : ليس صلح العدو بموثوق به على حال ، فإن الماء وإن أطيل إسخانه فليس يمنعه ذلك من إطفاء النار . [ 974 ] - ومثل الكلام الأول قول محمد بن علي بن موسى بن جعفر للمتوكل في كلام دار بينهما : لا تطلب الصفاء ممن كدّرت عليه ، ولا النصح ممن صرفت سوء ظنّك إليه ، وإنما قلب غيرك لك كقلبك له . وهذا الكلام مأخوذ من قول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الذي هو منبع كل حكمة : الذنب لا ينسى والبرّ لا يبلى ، وكن كيف شئت فكما تدين تدان .