نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 342
ثمّ راجعني به . لا تجترئنّ عليّ فأمتعض ، ولا تنقبض عنّي فأتّهم ، ولا تمرّض بما تلقاني ولا تجحدنّه ، وإذا أفكرت فلا تعجل ، وإذا كتبت فلا تعذر ، ولا تستعن بالفضول فإنّها علاوة على الكفاية ، ولا تقصّرنّ عن التحقيق عن التحقيق فإنها هجنة بالمقالة ، ولا تلبّسنّ كلاما بكلام ولا تباعدنّ معنى عن معنى . وللكتّاب آداب تخصّهم ليس هذا موضعها ، ومكانهم من العلوم والسياسة وحسن التدبير وأصالة الرأي ووضع الأشياء مواضعها ، أجلّ من أن ينبّه عليه ، هذا إذا كان فيهم أدوات الكتابة وشروطها ، فأمّا من تجمّل بالاسم دون المعنى فخارج عن هذا الإطراء . [869] - وقد قال حكيم لبنيه : يا بنيّ تزيّوا بزيّ الكتاب فإن فيهم أدب الملوك وتواضع السوقة . [870] - وقد ذكرهم عبد الحميد بن يحيى مولى العلاء بن وهب العامري في رسالة له يوصيهم فيها بمحاسن الأفعال ، نحن نقتصر عليها في وصفهم وما ينبغي لهم أن يتأدبوا به ، أولها : أما بعد ، حفظكم اللَّه يا أهل هذه الصناعة ( 1 ) ، فإنّ اللَّه تعالى جعل الناس من بعد الأنبياء والمرسلين ، صلوات اللَّه عليهم جميعا ، وبعد الملوك المكرّمين شرفا ، وصرّفهم في صنوف الصناعات التي منها سبب معاشهم ، فجعلكم معشر الكتاب في أشرفها صناعة ، أهل الأدب والمروءة والحلم والرويّة ، وذوي الأخطار والهمة وسعة الذّرع في الإفضال
[869] عيون الأخبار 1 : 46 والبصائر 1 : 428 ( لسهل بن هارون ) ونثر الدر 4 : 68 والعقد 4 : 171 ، 179 وبهجة المجالس 1 : 358 ؛ وفي لباب الآداب : 229 أبو السمراء : قال لنا أبي . . . وانظر الريحان والريعان 1 : 98 . [870] رسائل البلغاء : 222 - 226 والجهشياري : 73 - 79 وصبح الأعشى 1 : 85 - 89 ( وفي النص هنا بعض اختلافات وتفاوت في ترتيب الفقرات ) .
342
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 342