نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 332
الحسد يفسد ما بينه وبين الناس ، وليفرّق بين الحسد والمنافسة فإنهما يشتبهان على من لا يعقل ، وأن يخلو من اللجاج والمحك ، فإن ذلك يضرّ بالأفعال إذا وقع فيها اشتراك ، وأن لا يكون بذّاخا ولا متكبرا فإن البذخ من دلائل سقوط النفس ، والكبر من دواعي المقت ، وأن لا يكون حريصا فإن الحرص من ضيق النّفس وشدة الطيش والبعد عن الصبر ، وينبغي أن لا يكون فدما وخما ولا ثقيل الروح ، فإنها صفة لا تليق بمن يلاقي الملوك وأبدا تكون سببا للمقت من غير جرم . وبالجملة فالفضائل والأخلاق المحمودة كثيرة ، وأولى الناس بطلب غاياتها الملوك كما هم الغاية ، ثم أتباعهم ، ثم سائر الرعية . وينبغي ( 1 ) لمن يصحب السلطان أن يأخذ لعمله من جميع شغله : فيأخذ من طعامه وشرابه ونومه وحديثه ولهوه ونسائه ، لا كما يفعل الأغمار الجهّال بخدمة السلطان فإن أحدهم كلَّما ازداد عملا نقص من ساعات نصبه وعمله فزادها في ساعات دعته وشهوته وعبثه . [855] - قالوا : ‹ 1 › ولتكن حاجتك في الولاية إلى ثلاث خصال : رضى ربك ، ورضى سلطانك ، ورضى صالح من تلي عليه ، ولا عليك أن تلهى ( 2 ) عن المال والذّكر فسيأتيك منهما ما يكفي ويطيب ، فاجعل هذه الخصال بمكان ما لا بدّ منه ، واجعل المال والذكر بمكان ما أنت واجد منه بدا ، ولا تحدثنّ لك صحبة السلطان والاستئناس به غفلة ولا تهاونا .
[855] هذا النصّ مأخوذ من الأدب الكبير لابن المقفع ، وابن حمدون ينقل غير مراع للترتيب المتسلسل ، ولهذا آثرت تقسيم النصّ الى فقرات مرقمة وتخريج كل فقرة ( وقارن بالحكمة الخالدة 293 - 327 فقد استوعب هذا الكتاب الأدب الكبير ، ولا حاجة هنا إلى إثبات ذلك دائما ) . 1 الأدب الكبير : 45 ونثر الدر 4 : 86 ( ما عدا قوله : ولا تحدثن . . . ولا تهاونا ) .
332
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 332