نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 175
فضول النظر كما يكرهون فضول الكلام ، يا عبد اللَّه ، اخرج عنّي ، فقد شغلت قلبي ، إني أبادر جفوف القلم وطيّ الصحيفة . قال : يا أبا سليمان ، أنا عطشان ، قال : اخرج واشرب ، فجعل يدور في الدار لا يجد ماء ، فرجع إليه فقال : يا أبا سليمان ليس في الدار حبّ ولا جرّة ، فقال : اللهم غفرا ، بل هناك ماء ، فخرج يلتمس فإذا دنّ من هذه الأصص الذي ينقل فيه الطين وخزفة ( 1 ) أسفل كوز ، فأخذ تلك الخزفة فغرف بها فإذا ماء حارّ كأنه قد علي لم يقدر أن يسيغه ، فرجع إليه وقال : يا أبا سليمان : مثل هذا الحر ؟ ! الناس يكادون ينسلخون ( 2 ) من شدّة الحرّ ، ودنّ مدفون في الأرض وكوز مكسور فلو كانت جريرة وقلَّة ؟ فقال داود : حبّ حيريّ وجرة مذاريّة وقلال منقّشة ، وجارية حسناء وأثاث وناضّ - يعني بالناض الدنانير والدراهم - وفضول ، لو أردت هذا الذي يشغل القلب لم أسجن نفسيها هنا ، إنما طلَّقت ( 3 ) نفسي من هذه الشهوات ، وسجنت نفسي حتى يخرجني مولاي من سجن الدنيا إلى روح الآخرة . فقال : يا أبا سليمان ففي هذا الحرّ أين تنام وليس لك سطح ؟ قال إني أستحي من مولاي أن يراني أخطو خطوة ألتمس راحة نفسي في الدنيا حتى يكون مولاي هو الذي يخرجني ( 4 ) من الدنيا . [394] - وقال داود : اليأس سبيل أعمالنا هذه ، ولكنّ القلوب تحنّ إلى الرجاء . [395] - وقال إبراهيم بن بشار الصوفي الخراساني خادم إبراهيم بن