نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 150
[327] - لما ( 1 ) ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة بدأ بلحمته وأهل بيته وأخذ ما كان في أيديهم فسمّى أعمالهم المظالم ، ففزعت بنو أمية إلى عمّته فاطمة بنت مروان ، فأرسلت إليه : إنه قد عناني أمر لا بدّ من لقائك فيه ، فأتته ليلا فأنزلها عن دابتها ، فلما أخذت مجلسها قالت : تكلَّم يا أمير المؤمنين ، فقال : إنّ اللَّه تبارك وتعالى بعث محمدا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم رحمة ، ولم يبعثه عذابا إلى الناس كافّة ، ثم اختار له ما عنده فقبضه اليه ، وترك لهم نهرا شربهم فيه شربا ، ثم قام أبو بكر رضوان اللَّه عليه فترك النهر على حاله ، ثم قام عمر فعمل على أمر صاحبه ، فلما ولي عثمان اشتقّ من ذلك النهر نهرا ، ثم ولي معاوية فاشتقّ الأنهار ، ثم لم يزل ذلك النهر يشتقّ منه يزيد ومروان وعبد الملك والوليد وسليمان ، حتى أفضى الأمر إليّ ، وقد يبس النهر الأعظم ، ولن تري أصحاب النهر حتى يعود النهر الأعظم إلى ما كان عليه . فقالت له : قد أردت كلامك ومذاكرتك ، فأما إذا كانت هذه مقالتك فلست بذاكرة لك شيئا ، ورجعت إلى بني أمية فقالت : ذوقوا مغبة أمركم في تزويجكم إلى عمر بن الخطاب . وأمّ عمر بن عبد العزيز أمّ عاصم بنت [ عاصم بن ] عمر بن الخطاب . [328] - ولما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة جمع ولده حوله ، فلما رآهم استعبر ثم قال : بأبي وأمي من خلَّفتهم بعدي فقراء ، فقال له مسلمة بن عبد الملك : يا أمير المؤمنين فتعقّب فعلك وأغنهم فما يمنعك أحد في حياتك ولا
[327] قارن بصفة الصفوة 2 : 69 - 70 وطبقات ابن سعد 5 : 373 وبسيرة عمر ( ابن كثير ) : 108 - 109 وشرح النهج 17 : 103 - 104 وربيع الأبرار : 245 / أوالمستطرف 1 : 102 . [328] قارن بصفة الصفوة 2 : 71 .
150
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 150