responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 151

إسم الكتاب : التذكرة الحمدونية ( عدد الصفحات : 466)


يرتجعه الوالي بعدك ، فنظر إليه نظر مغضب متعجّب ثم قال : يا مسلمة منعتهم إياه في حياتي وأشقى به بعد وفاتي ؟ ! إن ولدي بين رجلين : إما مطيع للَّه فاللَّه تعالى مصلح شأنه ورازقه ما يكفيه ، أو عاص له فما كنت لأعينه على معصية ؛ يا مسلمة إني حضرت أباك حين دفن فحملتني عيني عند قبره فرأيته قد أفضى إلى أمر من اللَّه عز وجل هالني وراعني ، فعاهدت اللَّه أني لا أعمل مثل عمله إن وليت ، وقد اجتهدت في ذلك طول حياتي ، وأرجو أن أفضي إلى [ عفو من ] اللَّه وغفران . قال مسلمة : فلما دفن حضرت دفنه ، فلما فرغ من شأنه حملتني عيني فرأيته فيما يرى النائم وهو في روضة خضراء فيحاء وأنهار مطَّردة ، وعليه ثياب بيض ، فأقبل عليّ وقال : يا مسلمة ، لمثل هذا فليعمل العاملون ، هذا أو نحوه .
[ 329 ] - وكتب إليه الحسن البصري لما استخلف : من الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز - فقيل له : إن الرجل قد ولي وتغيّر فقال : لو أعلم أن غير ذلك أحبّ إليه لاتبعت محبّته - أما بعد فكأنك بالدنيا لم تكن ، وكأنك بالآخرة لم تزل . قال : فمضى الرسول بالكتاب إليه ، فإنه لعنده يتوقّع الجواب إذ خرج يوما غير جمعة حتى صعد المنبر واجتمع الناس ، فلما كثروا قام فحمد اللَّه وأثني عليه ثم قال : أيها الناس ، إنكم في أسلاب الماضين ، وسيرثكم الباقون ، حتى نصير إلى خير الوارثين ، كلّ يوم تجهّزون غاديا إلى اللَّه ورائحا ، وقد حضر أجله وطوي عمله ، وعاين الحساب ، وخلع الأسلاب ، وسكن التراب ، ثم يدعونه غير موسّد ولا ممهّد ، ثم وضع يديه على وجهه فبكى مليا ، ثم رفعهما فقال : أيها الناس من وصل إلينا بحاجة لم نأله خيرا ، ومن عجز فو اللَّه لوددت أنه وآل عمر في العجز سواء ؛ قال : ثم نزل فكتب إلى الحسن : أما بعد فكأنك بآخر من كتب عليه الموت قد مات ، والسلام .

151

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست