نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 14
حمدون يستشهد بشيء من هذه الأمور أو يتوقف كثيرا عندها ؛ نعم وجدته يقول في بعض المواطن وهو يتحدث عن السخاء ( 1 ) : « وشاهدت اثنين أحدهما من أوساط الناس والآخر من فقرائهم ، أما الأول فكان يجوع ويطعم ، ويعرى ويكسو ، ويتكسب بالتصرف ، فيلبس القميص المرقوع ، ويركب الدابة الضعيفة ، لا زوجة له ولا ولد ولا عبد ؛ وأما الثاني فرجل ضعيف يجتدي الناس في الأسواق ، ويسألهم ، ويجمع ذلك ينفقه على المحبوسين ويطعمهم ويسقيهم ويداوي مرضاهم ، ويضع الأجاجين على الطرق يملأها ثريدا ويدعو الفقراء إليها وهو بقميص منخرق مكشوف الرأس ، لا يعود على نفسه مما يحصله إلا ببلغته ، فهذان يستحقان اسم الكرم » ؛ ولكن أشباه هذا النصّ قليلة فيما أعتقد ، أستثني من ذلك مؤقتا قسم التاريخ لأني لم أحصل عليه بعد . ولهذا يمكن أن يقال إن التذكرة في معظمها تمثل جهدا في النقل عن مصادر الأدب والتاريخ . 3 - النسخ المعتمدة في التحقيق : للتذكرة الحمدونية نسخ عديدة تمثل أجزاء كثيرة منها مبثوثة في المكتبات في أرجاء العالم ، وقد حصلت على عدة نسخ منها ، ( سأصف كلَّا منها في مطلع كل جزء بحسب الحاجة ) . ولما رتبت النسخ التي يمكن أن تعتمد لتحقيق الجزء الأول وجدتها ثلاثا ، وهي : 1 - نسخة أحمد الثالث رقم : 2948 ( ورمزها ح ) ، وتقع هذه النسخة في 172 ورقة في كل ورقة 17 سطرا ومعدل الكلمات في السطر الواحد 12 كلمة ، وقد كتب على الورقة الأولى منها : الجزء الأول من كتاب التذكرة تأليف الشيخ الصدر الأجل الأمجد محمد بن حمدون رحمه اللَّه ، اللهم كما أنعمت فزد ، ثم بعض تملكات يدل أحدها أنها كانت برسم خزانة السلطان الأعظم سليمان بن السلطان شهاب الدين غازي بن محمد الأيوبي ؛ وفي
14
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 14