نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين جلد : 1 صفحه : 181
إسم الكتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام ( عدد الصفحات : 205)
. . . ثم يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الرجوف 1 ، والقاصمة الزحوف 2 ، فتزيغ قلوب بعد استقامة ، وتضل رجال بعد سلامة ، وتختلف الأهواء عند هجومها ، ونلتبس الآراء عند نجومها 3 من أشرف لها قصمته 4 ومن سعى فيها حطمته ، يتكادمون فيها تكادم الحمر في العانة 5 قد اضطرب فيها معقود الحبل ، وعمي وجه الأمر . تغيض فيها الحكمة 6 ، وتنطق فيها الظلمة ، وتدق أهل البدو بمسحلها 7 وترضهم بكلكلها 8 . . . فلا تكونوا أنصاب الفتن 9 وأعلام البدع ، والزموا ما عقد عليه حبل الجماعة ، وبنيت عليه أركان الطاعة 10 . في هذا النص بين الإمام بعض سمات انتصار الفتنة : 1 - استيلاء الفتنة على مساحات جديدة في المجتمع : تضل رجال بعد سلامة وتتعمق الأفكار المنحرفة تزيغ قلوب بعد استقامة . 2 - تلف المجتمع حيرة شديدة نتيجة للانتصار غير المتوقع الذي فرض مفاهيم جديدة لم تكن مألوفة . 3 - تحطم الفتنة - في أوج انتصارها - كل من يتصدى لها مواجهة . وفي نص آخر بين الإمام وجوها أخرى لانتصار الفتنة : . . . فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه ، وركب الجهل مراكبه ، وعظمت الطاغية ، وقلت
( 1 ) الرجوف : شديد الرجفان والاضطراب ، تدخل الاضطراب والقلق على المجتمع . ( 2 ) القاصمة : الكاسرة ، والزحوف : المتحركة التي تسعى للانتشار في المجتمع . ( 3 ) نجوم الآراء ظهورها يعني أن الفتنة تسبب البلبلة الفكرية في المجتمع ، فتمكن للشعارات الدخيلة من التسرب والشيوع . ( 4 ) أشرف لها : تعرض لها ، قصمته : كسرته . ( 5 ) يتكادمون . . ينهش بعضهم بعضا ، والعانة هي الجماعة من الحمر الوحشية ، يعني أن سلطان القانون ، في حالة انتصار الفتنة ، يسقط ، ويسود سلطان الغريزة . ( 6 ) تغيض . . تختفي ، غاض الماء : غار تحت الأرض . ( 7 ) دق : فتت وطحن . والمسحل : المبرد أو المطرقة ، يعني أن شرورها الاجتماعية تصل إلى أهل البدو - مع بعدهم عن يد السلطة - فتحطم علاقاتهم ، وتهدد أمنهم . ( 8 ) الرض : التهشيم ، والكلكل : الصدر ، يعني أنها تطبق عليهم ، فتشل حركتهم وتحطم مقاومتهم . ( 9 ) أنصاب : علامات . ( 10 ) نهج البلاغة ، الخطبة رقم : 51 .
181
نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين جلد : 1 صفحه : 181