نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 92
واللحن من الجواري الظراف ومن الكواعب النواهد ومن الشواب الملاح ومن ذوات الخدور الغرائر أيسر وربما استملح الرجل ذلك منهن ما لم تكن الجارية صاحبة تكلف ولكن إذا كان اللحن سجية سكان البلد وكما يستملحون اللثغاء إذا كانت حديثة السن ومقدودة مجدولة فإذا أسنت واكتهلت تغير ذلك الاستملاح وربما كان اسم الجارية غليم وصبية وما أشبه ذلك فإذا صارت كهلة جزلة وعجوزا شهلة وحملت اللحم وتراكم عليها الشحم وصار بنوها رجالا وبناتها نساء فما أقبح حينئذ أن يقال لها يا غليم كيف أصبحت ويا صبية كيف أمسيت ولأمر ما كنت العرب البنات فقالوا فعلت أم الفضل وقالت أم عمرو وذهبت أم حكيم نعم حتى دعاهم ذلك إلى التقدم في تلك الكنى وقد فسرنا ذلك كله في كتاب الأسماء والكنى والألقاب والانباز وقد قال مالك بن أسماء في استملاح اللحن من بعض نسائه : أمغطى مني على بصري للحب * أم أنت أكمل الناس حسنا وحديث ألذه هو مما * ينعت الناعتون يوزن وزنا منطق صائب وتلحن أحيانا * وأحلى الحديث ما كان لحنا وهم يمدحون الحذق والرفق والتخلص إلى حبات القلوب والى إصابة عيون المعاني ويقولون أصاب الهدف إذا أصاب الحق في الجملة ويقولون قرطس فلان وأصاب القرطاس إذا كان أجود إصابة من الأول فإذا قالوا رمى فأصاب الغرة وأصاب عين القرطاس فهو الذي ليس فوقه أحد ومن ذلك قولهم فلان يفل المحز ويصيب المفصل ويضع الهناء مواضع النقب وقال زرارة بن جزء حين أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتكلم عنده ورفع حاجته إليه : أتيت أبا حفص ولا يستطيعه * من الناس إلا كالسنان طرير فوفقني الرحمن لما لقيته * وللباب من دون الخصوم صرير قروم غيارى عند باب ممنع * تنازع ملكا يهتدي ويجور فقلت له قولا أصاب فؤاده * وبعض كلام القائلين غرور وفي شبيه ذلك يقول عبد الرحمن بن حسان حيث يقول :
92
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 92