نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 84
لا تشادق إذا تكلمت واعلم * أن للناس كلهم أشداقا وكان على بن الهيثم جوادا بليغ اللسان والقلم قال لي أبو يعقوب الخزيمي ما رأيت كثلاثة رجال يأكلون الناس أكلا حتى إذا رأوا ثلاثة رجال ذابوا كما يذوب الملح في الماء أو الرصاص عند النار كان هشام بن الكلبي علامة نسابة وراوية للمثالب عيابة فإذا رأى الهيثم ابن عدي ذاب كما يذوب الرصاص عند النار وكان الهيثم بن عدي مفقعا نيا صاحب تفقيع وتقعير ويستولي على كلام أهل المجلس لا يحفل بشاعر ولا بخطيب فإذا رأى موسى الضبي ذاب كما يذوب الرصاص عند النار وكان علوية المغني أحد الناس في الرواية وفي الحكاية وفي صنعة الغناء وجودة الضرب وفي الاطراب وحسن الخلق فإذا رأى مخارقا ذاب كما يذوب الرصاص عند النار ثم رجع بنا القول إلى ذكر التشديق وبعد الصوت قال أبو عبيدة كان عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب رديفا للملوك ورحالا إليه م وكان يقال له عروة الرحال فكان يوم أقبل مع ابن الجون يريد بني عامر فلما انتهى إلى واردات مع الصبح قال له عروة إنك قد عرفت طول صحبتي لك ونصيحتي إياك فأذن لي فأهتف بقومي هتفة قال نعم وثلاثا فقام فنادى يا صاحباه ثلاث مرات قال فسمعنا شيوخنا يزعمون انه اسمع أهل الشعب فتلببوا للحرب وعسبوا الربايا ينظرون من أين يأتي القوم قالوا وتقول الروم لولا ضجة أهل رومية وأصواتهم لسمع الناس جميعا صوت وجوب القرص في المغرب وأعيب عندهم من دقة الصوت وضيق مخرجه وضعف قوته ان يعترض الخطيب البهر والارتعاش والرعدة والعرق قال أبو الحسن قال سفيان بن عيينة تكلم صعصعة عند معاوية فعرق قال معاوية بهرك القول فقال صعصعة إن الجياد نضاحة بالماء والفرس إذا كان سريع العرق وكان هشا كان ذلك عيبا وكذلك هو في الكثرة وإذا أبطأ ذلك وكان قليلا قيل قد كبا وهو فرس كأب وذلك عيب أيضا وأنشدني ابن الأعرابي لأبي مسمار العكلي في شبيه بذلك قوله :
84
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 84