نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 77
فقيل لأبي يعقوب هلا أكتفي بالأمر بالتواصل عن النهي عن التقاطع أو ليس الأمر بالصلة هو النهي عن القطيعة قال أو ما علمت أن الكناية والتعريض لا يعملان في العقول عمل الافصاح والتكشف قال وسئل ابن المقفع عن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما يتصعدني كلام كما تصعدني خطبة النكاح قال ما أعرفه إلا أن يكون أراد قرب الوجوه من الوجوه ونظر الحداق من قرب في أجواف الحداق ولأنه إذا كان جالسا معهم كانوا كأنهم نظراء وأكفاء وإذا علا المنبر صاروا سوقة ورعية وقد ذهب ذاهبون إلى أن تأويل قول عمر يرجع إلى أن الخطيب لا يجد بدا من تزكية الخاطب فلعله كره أن يمدحه بما ليس فيه فيكون قد قال زورا وغر القوم من صاحبه ولعمري ان هذا التأويل ليجوز إذا كان الخطيب موقوفا على الخطابة فأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأشباهه من الأئمة الراشدين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فلم يكونوا ليتكلفوا ذلك إلا فيمن يستحق المدح وروى أبو مخنف عن الحارث الأعور قال والله لقد رأيت عليا وأنه لخطب قاعدا كقائم ومحاربا كمسالم يريد بقوله قاعدا خطبة النكاح وقال الهيثم بن عدي لم تكن الخطباء تخطب قعودا إلا في خطبة النكاح وكانوا يستحسنون أن يكون في الخطب يوم الحفل وفي الكلام يوم الجمع أي من القران فان ذلك مما يورث الكلام البهاء والوقار والرقة وحسن الموقع قال الهيثم قال عمران بن حطان إن أول خطبة خطبتها عند زياد - أو قال عند ابن زياد - فأعجب بها زياد وشهدها عمي وأبي ثم اني مررت ببعض المجالس فسمعت رجلا يقول لبعضهم هذا الفتى أخطب العرب لو كان في خطبته شيء من القران وأكثر الخطباء لا يتمثلون في خطبهم الطوال بشيء من الشعر ولا يكرهونه في الرسائل إلا أن تكون إلى الخلفاء وسمعت مؤمل بن خاقان - وذكر في خطبته تميم بن مر - فقال إن تميما له الشرف القديم العود والعز الأقعس والعدد الهيضل وهي في الجاهلية القدام والذروة والسنام وقد قال الشاعر :
77
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 77