responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 58


الحيوان الناطق فالصامت ناطق من جهة الدلالة والعجماء معربة من جهة البرهان ولذلك قال الأول سل الأرض فقل من أجرى أنهارك وغرس أشجارك وجنى ثمارك فان لم تجبك حوارا أجابتك اعتبارا وقال بعض الخطباء أشهد أن السماوات والأرض آيات دالات وشواهد قائمات كل يؤدي عنك الحجة ويعرب عنك بالربوبية موسومة بآثار قدرتك ومعالم تدبيرك التي تجليت بها لخلقك فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر ورجم الظنون فهي على اعترافها لك وذلها إليك شاهدة بأنك لا تحيط بك الصفات ولا تحدك الأوهام وان حظ المفكر فيك الاعتراف لك وقال خطيب من الخطباء حين قام على سرير الإسكندر وهو ميت الإسكندر كان أمس أنطق منه اليوم وهو اليوم أوعظ منه أمس ومتى دل الشيء على معنى فقد أخبر عنه وإن كان صامتا وأشار إليه وإن كان ساكتا وهذا القول شائع في جميع اللغات ومتفق عليه مع افراط الاختلافات وأنشد أبو الرديني العكلي في تنسم الذئب للريح واستنشاقه واسترواحه :
يستخبر الريح إذا لم يسمع * بمثل مقراع الصفا الموقع وقال عنبرة بن شداد العبسي وجعل نعيب الغراب خبرا للزاجر :
حرق الجناح كأن لحبي رأسه * جلمان بالأخبار هش مولع وقال الراعي :
إن السماء وإن الريح شاهدة * والأرض تشهد والأيام والبلد لقد جزيت بني بدر ببغيهم * يوم الهبائة يوما ما له قود وقال نصيب في هذا المعنى يمدح سليمان بن عبد الملك :
أقول لركب صادرين لقيتهم * قفا ذات أوشال ومولاك قارب قفوا خبرونا عن سليمان إنني * لمعروفه من آل ودان طالب فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله * ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب وهذا كثير جدا بسم الله الرحمن الرحيم قال علي بن أبى طالب كرم الله وجهه قيمة كل إنسان ما يحسن فلو لم نقف من هذا الكتاب إلا على هذه الكلمة لوجدناها كافية شافية

58

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست