responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 525


آدم عليه السلام قال أبو عبيدة حدثنا مسمع بن عبد الملك عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن آبائه قال أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة قال النبي صلى الله عليه وسلم شهدت الفجار وأنا ابن أربع عشرة سنة وكنت أنبل على عمومتي يريد أجمع لهم النبل قال أبو عبيدة فقال له يونس صدقت يا أبا يسار هكذا حدثني نصر بن طريف وروى قيس بن الربيع عن بعض أشياخه عن ابن عباس ان الله ألهم إسماعيل العربية إلهاما وقال الله تبارك وتعالى « وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم » قال قد يرسل الله الرسول إلى قومه ولو أرسل في ذلك الوقت إلي قوم آخرين لما كان الثاني ناقضا للأول وإذا كان الأمر كذلك كان قومه أول من يفهم عنه ثم يصيرون حجة على غيرهم وإذا كان الله عز وجل قد بعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى العجم فضلا عن العرب فقحطان وإن لم يكونوا من قومه أحق بلزوم الغرض من سائر العجم وهذا الجواب جواب عوام النزارية فأما الخواص الخلص فإنهم قالوا العرب كلهم شيء واحد لأن الدار والجزيرة واحدة والاخلاق والشيم واحدة وبينهم من التصاهر والتشابك والاتفاق في الاخلاق وفي الاعراق من جهة الحؤولة والمرددة والعمومة المشتبكة ثم المناسبة التي بنيت على غريزة التربة وطباع الهواء والماء فهم في ذلك شيء واحد في الطبيعة واللغة والهمة والشمائل والمراعي والراية والصناعة والشهوة فإذا بعث الله عز وجل نبيا من العرب فقد بعثه إلى جميع العرب وكلهم قومه ولأنهم جميعا يد على العجم وعلى من حاربهم من الأمم لأن تناكحهم لا يعدوهم وتصاهرهم مقصور عليهم قالوا والمشاكلة من جهة الاتفاق في الطبيعة والعادة ربما كانت أبلغ وأوغل من المشاكلة من جهة الرحم نعم حتى تراه أغلب عليه من أخيه لأمه وأبيه وربما كانت أشبه به خلقا وخلقا وأدبا ومذهبا فيجوز ان يكون الله تبارك وتعالى حين حول إسماعيل عربيا ان يكون كما حول طبع لسانه إلى لسانهم وباعده من لسان العجم ان يكون أيضا حول سائر غرائزه وسلخ سائر طبائعه فنقلها كيف أحب وركبها كيف شاء ثم فضله بعد ذلك بما

525

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 525
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست