نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 476
وقال الآخر : إذا أبقيت الدنيا على المرء دينه * فما فات من شيء فليس بضائر فلن يعدل الدنيا جناح بعوضة * ولا وزن زف من جناح لطائر فما رضي الدنيا ثوابا لمؤمن * وما رضي الدنيا عقابا لكافر وقال الآخر : أبعد بشر أسيرا في بيوتهم * يرجو الخفارة مني آل ظلام فلن أصالحكم ما دمت ذا فرس * واشتد قبضا على السيلان إبهامي فإنما الناس يا لله أمهم * أكائل الطير أو جثوا لآرام هم يهلكون ويبقى بعض ما صنعوا * كأن أثارهم خطت بأقلام وأنشد لمحمد بن يسير : عجبا لي ومن رضائي بحال * أنا منها على شفا تغرير عالما لا أشك أني إذا مت * إلى عدن أو عذاب السعير كلما مر بي على أهل ناد * كنت حينا بهم كثير المرور قيل من ذا على سرير المنايا * قيل هذا محمد بن يسير وأنشد : لكل أناس مقبر لفنائهم * فهم ينقصون والقبور تزيد هم جيرة الأحياء أما محلهم * فدان ولكن اللقاء بعيد وقال أبو العتاهية : سبحان ذي الملكوت أية ليلة * مخضت بوجه صباح يوم الموقف لو ان عينا وهمتها نفسها * ما في الفراق مصورا لم تطرف وقال أبو العتاهية : يا خاطب الدنيا إلي نفسها * تنح عن خطبتها تسلم إن التي تخطب غرارة * سريعة العرس من المأتم وقال الآخر : ناداهما بفراق بينهما الزمان فأسرعا : وكذاك ما زال الزمان مفرقا ما جمعا وقال الآخر :
476
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 476