responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 451

إسم الكتاب : البيان والتبيين ( عدد الصفحات : 607)


طويل أمتكم آخر الأمم وأنتم آخر أمتكم وقد أسرع بخياركم ماذا تنظرون المعاينة فكأن قد هيهات هيهات ذهبت الدنيا بحال بالها وبقيت الأعمال قلائد في أعناق بني آدم فيا لها موعظة لو وافقت من القلوب حياة أما إنه والله لا أمة بعد أمتكم ولا نبي بعد نبيكم ولا كتاب بعد كتابكم أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم وإنما ينتظر بأولكم ان يلحقه آخركم من رأى محمدا صلى الله عليه وسلم فقد رآه غاديا ورائحا لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة رفع له علم فشمر إليه فالوحاء الوحاء والنجاء النجاء علام تعرجون أتيتم ورب الكعبة قد أسرع بخياركم وأنتم كل يوم ترذلون فماذا تنتظرون ان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم على علم منه اختاره لنفسه وبعثه برسالته وأنزل عليه كتابه وكان صفوته من خلقه ورسوله إلى عباده ثم وضعه من الدنيا موضعا ينظر إليه أهل الأرض وأتاه منها قوتا وبلغه ثم قال « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة » فرغب أقوام عن عيشه وسخطوا ما رضي له ربه فأبعدهم الله وسحقهم يا ابن آدم طأ الأرض بقدمك فإنها عن قليل قبرك واعلم أنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك رحم الله رجلا نظر فتفكر وتفكر فاعتبره وأبصر فصبر فقد أبصر أقوام ولم يصبروا فذهب الجزع بقلوبهم ولم يدركوا ما طلبوا ولم يرجعوا إلى ما فارقوا يا ابن آدم اذكر قوله « وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا » عدل والله عليك من جعلك حسيب نفسك خذوا صفاء الدنيا وذروا كدرها فليس الصفو ما عاد كدرا ولا الكدر ما عاد صفوا دعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم ظهر الجفاء وقلت العلماء وعفت السنة وشاعت البدعة لقد صحبت أقواما ما كانت صحبتهم إلا قرة العين وجلاء الصدور ولقد رأيت أقواما كانوا لحسناتهم أشفق من ان ترد عليهم منكم من سيئاتكم ان تعذبوا عليها وكانوا فيما أحل الله لهم من الدنيا أزهد منكم فيما حرم الله عليكم منها مالي اسمع حسيسا ولا أرى أنيسا ذهب الناس وبقى النسناس لو تكاشفتم ما تدافنتم تهاديتم الأطباق ولم تتهادوا النصائح قال ابن الخطاب رحم الله أمرا أهدى إلينا مساوينا أعدوا الجواب فإنكم مسؤولون المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكنه أخذه من

451

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست