responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 415


نوافذ أطراف القنا قد شككته * كشكك بالشعب لإناء المثلما فإذا كانت العصا صحيحة سالمة ففيها من المنافع الكبار والمرافق الأوساط والصغار ما لا يحصيه أحد وإذا فرقت ففيها مثل الذي ذكرنا وأكثر فأي شيء يبلغ في المرفق والمرد مبلغ العصا وفي قول موسى على نبينا وعليه السلام « ولي فيها مآرب أخرى » دليل على كثرة المرافق فيها لأنه لم يقل ولي فيها مأربه أخرى والمآرب كثيرة فالذي ذكرنا قبل هذا داخل في تلك المآرب ولا نعرف شعرا يشبه معنى شعر غنية لا يغادر منه شيئا ولكن زعم أصحابنا ان أعرابيين ظريفين من شياطين الاعراب حطمتهما السنة فانحدرا إلى العراق واسم أحدهما حيدان فبينما هما يتماشيان في السوق فإذا فارس قد أوطأ دابته رجل حيدان فقطع إصبعا من أصابعه فتعلقا به حتى أخذا منه أرش الإصبع وكانا جائعين مقرورين فحين صار المال في أيديهما قصدا لبعض الكرابج فابتاعا من الطعام ما اشتهيا فلما أكل صاحب حيدان فشبع أنشأ يقول :
فلا غرث ما كان في الناس كربج * وما بقيت في رجل حيدان إصبع وهذا الشعر وشعر غنية من المظرف الناصع الذي سمعت به وظرف الاعراب لا يقوم له شيء وناس كثير لا يستعملون في القتال إلا العصا منهم الزنج قبيلة كنجوبة والنمل والكلاب وتكفوا وثبتوا على ذلك يعتمدون في حروبهم ومنهم النبط ولهم بها ثقافة وشدة وغلبة وأثقف ما تكون الأكراد إذا قاتلت بالعصي وقتال المخارجات كلها بالعصي ولهم هناك ثقافة ومنظر حسن ولقتالهم منزلة بين السلامة والعطب والناس يضربون المثل بقتال البقار بقناته ويقال في المثل ما هو إلا ابنة عصا وعقدة رشا ويقال للراعي انه لضعيف العصا إذا كان قليل الضرب بها للإبل شديد الاشفاق عليها قال الراعي :
ضعيف العصا بادي العروق ترى له * عليها إذا ما أجدب الناس إصبعا وإذا كان الراعي جلذا قويا عليها قالوا صلب العصا ولذلك قال الراجز :
صلب العصا باق على اذاتها

415

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست