نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 404
وقال رجل من بني تميم بن نمير : وصلنا الرقاق المرهفات بخطونا * على الهول حتى أمكنتنا المضارب وقال حميد بن ثور الهلالي : ووصل الخطا بالسيف والسيف بالخطا * إذا ظن ان السيف ذو السيف قاصر وقال آخر : الطاعنون في النحور والكلى * شزرا ووصال السيوف بالخطا وأما ما ذكروا من اتخاذ الزج لسافلة الرمح والسنان لعاليته فقد ذكروا ان رجلا قتل أخوين في نقاب تقول العرب لقيته سقابا ونقابا أي مواجهة أحدهما بعالية الرمح والآخر بسافلته وقدم في ذلك راكب من قبل بني مروان على قتادة يستثبت الخبر فأثبته له من قبله وقال الآخر : ان لقيس عادة تعتادها * سل السيوف وخطأ تزدادها وقد وصفوا السيوف أيضا بالطول فقال عمارة بن عقيل : بكل طويل السيف ذي خيزرانة * جريء على الأعداء معتمد الشطب وأما وجملة القول انا لا نعرف الخطب إلا للعرب والفرس وأما الهند فإنما لهم معان مدونة وكتب مجلدة لا تضاف إلى رجل معروف ولا إلى عالم موصوف وأنما هي كتب متوارثة وآداب على وجه الدهر سائرة مذكورة ولليونانيين فلسفة وصناعة منطق وكان صاحب المنطق نفسه بكىء اللسان غير موصوف بالبيان مع علمه بتمييز الكلام وتفصيله ومعانيه وبخصائصه وهم يزعمون ان جالينوس كان أنطق الناس ولم يذكروه بالخطابة ولا بهذا الجنس من البلاغة وفي الفرس خطباء إلا أن كل كلام للفرس وكل معنى للعجم فإنما هو عن طول فكرة وعن اجتهاد وخلوة وعن مشاورة ومعاونة وعن طول التفكر ودراسة الكتب وحكاية الثاني علم الأول وزيادة الثالث في علم الثاني حتى اجتمعت ثمار تلك الفكر عند آخرهم وكل شيء للعرب فإنما هو بديهة وارتجال وكأنه إلهام وليست هناك معاناة ولا مكابدة ولا إجالة فكرة ولا استعانة وانما هو ان يصرف وهمه
404
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 404