responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 313


العظيم سعيدا ولا أراك الله بعد مصيبتك ما ينسيكها ولما توفي معاوية جلس ابنه يزيد ودخل عليه عطاء بن أبي صيفي الثقفي فقال يا أمير المؤمنين أصبحت وقد رزئت خليفة الله وأعطيت خلافة الله وقد قضى معاوية نحبه فغفر الله ذنوبه وقد أعطيت بعده الرئاسة ووليت السياسة فاحتسب عند الله أعظم الرزية وأشكره على أفضل العطية ولما توفي عبد الملك وجلس ابنه الوليد دخل عليه الناس وهم لا يدرون أيهنئونه أم يعزونه فأقبل غيلان بن مسلمة الثقفي فسلم عليه ثم قال يا أمير المؤمنين أصبحت قد رزئت خير الآباء وسميت خير الأسماء وأعطيت أعظم الأشياء فعظم الله لك على الرزية الصبر وأعطاك في ذلك نوافل الأجر وأعانك على حسن الولاية والشكر ثم قضى لعبد الملك بخير القضية وأنزله بأشرف المنازل المرضية وأعانك من بعده على الرعية فقال له الوليد من أنت فانتسب له قال في كم أنت قال في مائة دينار فألحقه بأهل الشرف ولما توفي المنصور دخل ابن عتبة مع الخطباء على المهدي فسلم قال أجر الله أمير المؤمنين على أمير المؤمنين قبله وبارك الله لأمير المؤمنين فيما خلفه له أمير المؤمنين بعده فما مصيبة أعظم من فقد أمير المؤمنين ولا عقبى أفضل من وراثه مقام أمير المؤمنين فاقبل يا أمير المؤمنين من الله أفضل العطية واحتسب عند الله أعظم الرزية وكتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يعزيه عن ابنه عبد الملك فكتب إليه عمر كتبت إلي تعزيني عن ابني عبد الملك وهذا أمر لم أزل انتظره فلما وقع لم أنكره وقال الشاعر :
تعزيت عن أوفى بغيلان بعده * عزاء وجفن العين ملآن مترع ولم تنسني أوفى المصيبات بعده * ولكن نكأ القرح بالقرح أوجع وقيل قدم ما عندك ولا تدخر عنا ما عندك وقال آخر كان شيخ يأتي ابن المقفع فألح عليه يسأله الغداء عنده وفي ذلك يقول إنك تظن أني أتكلف لك شيئا لا والله لا اقدم إليك إلا ما

313

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست