نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 250
تغتر بمودة الأمير إذا غشك الوزير وكتب آخر أما بعد فقد كنت لنا كلك فاجعل لنا بعضك ولا ترض إلا بالكل منا لك ووصف بعض البلغاء اللسان فقال اللسان أداة يظهر بها حسن البيان وظاهر يخبر عن الضمير وشاهد ينبئك عن غائب وحاكم يفصل به الخطاب وناطق يرد به الجواب وشافع تدرك به الحاجة وواصف تعرف به الحقائق ومعز ينفي به الحزن ومؤنس تذهب به الوحشة وواعظ ينهى عن القبح ومزين يدعو إلى الحسن وزارع يحرث المودة وحاصد يستأصل الضغينة وملة يونق الاسماع وقال بعض الأوائل إنما الناس أحاديث فان استطعت أن تكون أحسنهم حديثا فافعل ولما وصل عبد العزيز بن زرارة إلى معاوية قال يا أمير المؤمنين لم أزل أستدل بالمعروف عليك وأمتطي النهار إليك فإذا ألوى بي الليل فقيض البصر وعفي الأثر أقام بدني وسافر أملي والنفس تلوم والاجتهاد يعذر وإذ بلغتك فقطني وقال لقمان ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ولا الشجاع إلا في الحرب ولا تعرف أخاك إلا عند حاجتك إليه وقال أبو العتاهية : أنت ما استغنيت عن صاحبك * الدهر أخوه فإذا احتجت إليه * ساعة مجك فوه وقال علي بن الحسين لابنه يا بني اصبر على النائبة ولا تتعرض للحقوق ولا تجب أخاك إلى شيء ضرره عليك أعظم من منفعته له وقال الأحنف من لم يصبر على كلمة سمع كلمات وقال رب غيظ تجرعته مخافة ما هو أشد منه وقال من كثر كلامه كثر سقطه ومن طال صمته كثرت سلامته وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر النقل وقال محمد بن حرب الهلالي عن أبي الوليد الليثي قال خطب صعصعة بن
250
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 250