responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 227


فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » .
قال حدثنا علي بن مجاهد قال حدثنا هشام بن عروة قال سمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلا ينشد :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره * تجد خير نار عندها خير موقد فقال عمر ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان الناس يستحسنون قول الأعشى :
تشب لمقرورين يصطليانها * وبات على النار الندى والمحلق فلما قال الحطيئة البيت الذي كتبناه قبل هذا سقط بيت الأعشى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال المسروق منه في تهمة من هو بريء حتى يكون أعظم جرما من السارق وقال أبو الحسن أجرى صلى الله عليه وسلم الخيل وسابق بينها فجاء فرس له أدهم سابقا فجثا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وقال ما هو إلا البحر وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كذب الحطيئة حيث يقول :
وان جياد الخيل لا تستفزنا * ولا جاعلات العاج فوق المعاصم وقد زعم ناس من العلماء انه لم يستفزه سبق فرسه ولكنه أراد إظهار حب الخيل وتعظيم شأنها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل على الأرض ويجلس على الأرض ويلبس العباء ويجالس المساكين ويمشي في الأسواق ويتوسد يده الشريفة ويقص من نفسه ويلطع أصابعه ولا يأكل متكئا ولم يرقط ضاحكا ملء فيه وكان يقول إنما أنا عبد اكل كما يأكل العبد واشرب كما يشرب العبد ولو دعيت إلى ذراع لأجبت ولو أهدى إلي كراع لقبلت لم يأكل قط وحده ولا ضرب عبده ولا ضرب أحدا بيده إلا في سبيل ربه ولو لم يكن من كرم عفوه ورجاحة حلمه إلا ما كان منه يوم فتح مكة لقد كان ذلك من أكمل الكمال وذلك انه حين دخل مكة عنوة وقد قتلوا أعمامه وبني أعمامه وأولياءه وقادة أنصاره بعد أن حصروه في الشعاب وعذبوا أصحابه بأنواع العذاب وجرحوه في بدنه وآذوه في نفسه وسفهوا عليه وأجمعوا على كيده فلما دخلها بغير حمدهم وظهر عليهم على ضغن منهم قام فيهم

227

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست