responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 154


قالوا شعرا قليلا كان ذلك أم كثيرا وسمعوا واستنشدوا فالسجع والمزدوج دون القصيد والرجز فكيف يحل ما هو أكثر ويحرم ما هو أقل وقال غيرهما إذا لم يطل ذلك ولم تكن القوافي مطلوبة مجتلبة أو ملتمسة متكلفة وكان ذلك كقول الأعرابي لعامل الماء حلبت ركابي وحرقت ثيابي وضربت صحابي ومنعت إبلي من الماء والكلاء قال أو سجع أيضا فقال الأعرابي فكيف أقول لأنه لو قال حلبت إبلي أو جمالي أو نوقي أو بعراني أو صرمتي لكان لم يعبر عن حق معناه وانما حلبت ركابه فكيف يدع الركاب إلى غير الركاب وكذا قوله حرقت ثيابي وضربت صحابي لأن الكلام إذا قل وقع وقوعا لا يجوز تغييره وإذا طال وجدت في القوافي ما يكون مجتلبا ومطلوبا مستكرها وفي الحديث المأثور - ويدخل على من طعن في قوله تعالى « تبت يدا أبي لهب » وزعم انه شعر لأنه في تقدير مستفعلن مفاعلن - وطعن في قوله عليه السلام ( هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت ) :
فيقال له اعلم أنك لو اعترضت أحاديث الناس وخطبهم ورسائلهم لوجدت فيها مثل مستفعلن فاعلن كثيرا وليس أحد في الأرض يجعل ذلك المقدار شعرا ولو أن رجلا من الباعة صاح من يشتري باذنجان لقد كان تكلم بكلام في وزن مستفعلن مفعولان فكيف يكون هذا شعرا وصاحبه لم يقصد إلى الشعر ومثل هذا المقدار من الوزن قد يتهيأ في جميع الكلام وإذا جاء المقدار الذي يعلم انه من نتاج الشعر والمعرفة بالأوزان والقصد إليها كان ذلك شعراء وهذا قريب والجواب فيه سهل بحمد الله وسمعت غلاما لصديق لي وكان قد سقى بطنه يقول لغلمان مولاه اذهبوا بي إلى الطبيب وقولوا قد اكتوى وهذا الكلام يخرج وزنه فاعلاتن مفاعلن مرتين وقد علمت أن هذا الغلام لم يخطر بباله قط أن يقول بيت شعر أبدا ومثل هذا كثير لو تتبعته في كلام حاشيتك وغلمانك لوجدته وكان الذي كره الاسجاع بعينها وإن كانت دون الشعر في التكلف والصنعة ان كهان العرب الذين كان أكثر أهل الجاهلية يتحاكمون إليه م وكانوا

154

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست