نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 130
وكانت هفوة من غير ريح * وكانت زلة من غير ماء وقال آخر : فإنك لم ينذرك أمر تخافه * إذا كنت فيه جاهلا مثل خابر وقال ابن وابصة - واسمه سالم - في مقام قام فيه مع ناس من الخطباء : يا أيها المتحلي غير شيمته * ومن سجيته الاكثار والملق أعمد إلى القصد فيما أنت راكبه * ان التخلق يأتي دونه الخلق صدت هنيدة لما جئت زائرها * عني بمطروفة انسانها غرق وراعها الشيب في رأسي فقلت لها * كذاك يصفر بعد الخضرة الورق بل موقف مثل حد السيف قمت به * أحمي الذمار وترميني به الحدق فما زللت ولا ألفيت ذا خطل * إذا الرجال على أمثالها زلقوا وأنشد أعرابي من باهلة : سأعمل نص العيس حتى يكفني * غنى المال يوما أو غنى الحدثان فللموت خير من حياة يرى لها * على الحر بالإقلال وسم هوان متى يتكلم يلغ حكم كلامه * وإن لم يقل قالوا عديم بيان كأن الغنى في أهله بورك الغنى * بغير لسان ناطق بلسان وفي مثلها في بعض الوجوه قول عروة بن الورد : ذريني للغنى أسعى فاني * رأيت الناس شرهم الفقير وأهونهم وأحقرهم لديهم * وان أمسى له نسب وخير ويقصى في الندي وتزدريه * حليلته وينهره الصغير ويلفى ذو الغنى وله جلال * يكاد فؤاد صاحبه يطير قليل ذنبه والذنب جم * ولكن للغنى رب غفور وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه الهوى إله معبود وتلا قوله عز وجل « أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم » وقال أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن تفيل : تلك عرساي تنطقان على عمد * إلى اليوم قول زور وهتر سألتاني الطلاق ان رأتا ما * لي قليلا قد جئتماني بنكر فلعلي ان يكثر المال عندي * ويعرى من المغارم ظهري
130
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 130