responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 574


من جميع الناس ان أحدا ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة واحدة فهذا وما قبله حجة في تأويل ذلك الحديث ان كان حقا وفي كتاب الله المنزل ان الله تبارك وتعالى جعل منيحة داود الحكمة وفصل الخطاب كما أعطاه إلانة الحديد وفي الحديث المأثور والخبر المشهور ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شعيب خطيب الأنبياء وعلم الله سليمان منطق الطير وكلام النمل ولغات الجن فلم يكن عز وجل ليعطيه ذلك ثم يبتليه في نفسه وبيانه عن جميع شأنه بالقلة والمعجزة ثم لا تكون تلك القلة إلا على الإيثار منه للقلة في موضعها وعلى البعد من استعمال التكلف ومناسبة أهل الصنعة والمشغوفين بالسمعة وهذا لا يجوز على الله عز وجل فان كان الذي رويتم من قوله إنا معاشر الأنبياء بكاء على ما تأولتم وذلك ان لفظ الحديث عام في جميع الأنبياء فالذي ذكرنا من حال داود وسليمان عليهما السلام وحال شعيب والنبي صلى الله عليه وسلم دليل على بطلان تأويلكم ورد لعموم لفظ الحديث وهذه جملة كافية لمن كان يريد الانصاف تعليل أمية النبي صلى الله عليه وسلم وكان شيخ من البصريين يقول إن الله انما جعل نبيه أميا لا يكتب ولا يحسب ولا ينسب ولا يقرض الشعر ولا يتكلف الخطابة ولا يتعمد البلاغة لينفرد الله بتعليمه الفقه وأحكام الشريعة ويقصره على معرفة مصالح الدين دون ما تتباهى به العرب من قيافة الأثر وعيافة الطير ومن العلم بالانواء وبالخيل وبالانساب وبالاخبار وتكلف قول الاشعار ليكون إذا جاء بالقرآن الحكيم وتكلم بالكلام العجيب كان ذلك أدل على أنه من الله وزعم ان الله لم يمنعه آدابهم واخبارهم واشعارهم ليكون أنقص حظا من الحاسب والكاتب ومن الخطيب الناسب ولكن ليجعله نبيا وليتولى أمر تعليمه بما هو أزكى وأنمى فإنما نقصه ليزيده ومنعه ليعطيه وحجبه عن القليل ليجلي له الكثير رد هذا التعليل وايراد تعليل آخر وقد أخطأ هذا الشيخ ولم يرد إلا الخير وقال بمبلغ علمه ومنتهى رأيه ولو زعم ان أداة الحساب والكتابة وأداة قريض الشعر وجميع النسب وقد

574

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 574
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست