responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 573


الحق « وما علمناه الشعر » ثم قال « وما ينبغي له » ثم قال « ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون » فعم ولم يخص وأطلق ولم يقيد فمن الخصال التي ذمهم بها تكلف الصنعة والخروج إلى المباهاة والتشاغل عن كثير من الطاعة ومناسبة أصحاب التشديق ومن كان كذلك كان أشد افتقارا إلى السامع من السامع إليه لشغفه ان يذكر في البلغاء وصبابته باللحاق بالشعراء ومن كان كذلك غلبت عليه المنافسة والمغالبة وولد ذلك في قلبه شدة الحمية وحب المحاربة ومن سخف هذا السخف وغلب الشيطان عليه هذه الغلبة كانت حاله داعية إلى قول الزور والفخر بالكذب وصرف الرغبة إلى الناس والافراط في مديح من أعطاه وذم من منعه فنزه الله رسوله ولم يعلمه الكتاب والحساب ولم يرغبه في صنعة الكلام والتقيد لطلب الالفاظ والتكلف لاستخراج المعاني فجمع له باله كله في الدعاء إلى الله والصبر عليه والمجاهدة فيه والانبتات إليه والميل إلى كل ما يقرب منه فأعطاه الاخلاص الذي لا يشوبه رياء واليقين الذي لا يعتوره شك والعزم المتمكن والقوة الفاضلة فإذا رأت مكانه الشعراء وفهمته الخطباء ومن قد تعبد للمعاني وتعود نظمها وتنضيدها وتأليفها وتنسيقها واستخراجها من مدافنها وإثارتها من أماكنها علموا أنهم لا يبلغون بجميع ما معهم مما قد استفرغهم واستغرق مجهودهم وبكثير من قد خولوه قليلا مما يكون معه على البداهة والفجاءة من غير تقدم في طلبه واختلاف إلى أهله وكانوا مع تلك المقامات والسياسات ومع تلك الكلف والرياضيات لا ينفكون في بعض تلك المقامات من بعض الاستكراه والزلل ومن بعض التعقيد والخطل ومن التفنن والانتشار ومن التشديق والاكثار ورأوه مع ذلك يقول إياي والتشادق وأبغضكم إلي الثرثارون المتفيهقون ثم رأوه في جميع غاية في التسديد والصواب التام والعصمة الفاضلة والتأييد الكريم وعلموا ان ذلك من ثمرة الحكمة ونتاج التوفيق وان تلك الحكمة من ثمرة التقوى ونتاج الاخلاص وللسلف الطيب حكم وخطب كثيرة صحيحة ومدخولة لا يخفى شأنها على نقاد الالفاظ وجهابذة المعاني متميزة عند الرواة الخلص وما بلغنا عن أحد

573

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 573
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست