responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 571

إسم الكتاب : البيان والتبيين ( عدد الصفحات : 607)


في كذا وكذا ؟
قال رجل من وجوه أهل البصرة حدثت حادثة أيام الفرس فنادى كسرى الصلاة جامعة وقلت لغلامي نفيس بعثتك إلى السوق في حوائج فاشتريت ما لم آمرك به وتركت كل ما أمرتك به قال يا مولاي انا ناقة وليس في ركبتي دماغ وقال نفيس لغلام لي الناس ويلك أنت حياء كلهم أقل يريد أنت أقل الناس كلهم حياء وقلت لقيس بن بريهة هذا الصبي في أي شيء أسلموه قال في أصحاب سند نعال يريد في أصحاب النعال السندية تأويل حديث روى الأصعمي وابن الأعرابي عن رجالهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا معشر الأنبياء بكاء فقال ناس ألبكء القلة وأصل ذلك من اللبن فقد جعل صفة الأنبياء قلة الكلام ولم يجعله من إيثار الصمت ومن التحصيل وقلة الفضول قلنا ليس في ظاهر هذا الكلام دليل على أن القلة من عجز في الخلقة وقد يحتمل ظاهر الكلام الوجهين جميعا وقد يكون القليل من اللفظ يأتي على الكثير من المعاني والقلة تكون من وجهين أحدهما من جهة التحصيل والاشفاق من التكلف وعلى تصديق ذلك قوله تعالى « قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين » وعلى البعد من الصنعة ومن شدة المحاسبة وحصر النفس حتى يصير بالتمرين والتوطين إلى عادة تناسب الطبيعة وتكون من جهة العجز ونقصان الآلة وقلة الخواطر وسوء الاهتداء إلى جياد المعاني والجهل بمحاسن الالفاظ ألا ترى ان الله قد استجاب لموسى على نبينا وعليه السلام حين قال « واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليك مرة أخرى » فلو كانت تلك القلة من عجز كان النبي صلى الله عليه وسلم أحق بمسألة اطلاق تلك العقدة من موسى لأن العرب أشد فخرا ببيانها وطول ألسنتها وتصريف كلامها وشدة اقتدارها وعلى حسب ذلك كانت ذرايتها على

571

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 571
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست