responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 569


وهما شاعران قيل ذلك لهما لتجننهما بعشيقتين كانتا لهما ولهما أشعار معروفة رأي فيما كان يروي وقد أدركت رواة المسجديين والمربديين ومن لم يرو أشعار المجانين ولصوص الاعراب ونسيب الاعراب والارجاز الأعرابية القصار وأشعار اليهود والاشعار المنصفة فإنهم كانوا لا يعدونه من الرواة ثم استبردوا ذلك كله ووقفوا على قصار الأحاديث والقصائد والفقر والنتف من كل شيء ولقد شهدتهم وما هم على شيء أحرص منهم على نسيب العباس بن الأحنف فما هو إلا أن أورد عليهم خلف الأحمر نسيب الاعراب فصار زهدهم في نسيب العباس بقدر رغبتهم في نسيب الاعراب ثم رأيتهم منذ سنيات وما يروي عندهم نسيب الاعراب إلا حدث السن قد ابتدأ في طلب الشعر أو فتياني متغزل وقد جلست إلى أبي عبيدة والأصمعي ويحيى بن نجيم وأبي مالك عمرو بن كركرة مع من جالست من رواة البغداديين فما رأيت أحدا منهم قصد إلى شعر في النسيب فأنشده وكان خلف يجمع ذلك كله ولم أر غاية النحويين إلا كل شعر فيه إعراب ولم أر غاية رواة الأشعار إلا كل شعر فيه غريب أو معنى صعب يحتاج إلى الاستخراج ولم أر غاية رواة الاخبار إلا كل شعر فيه الشاهد والمثل ورأيت عامتهم - فقد طالت مشاهدتي لهم - لا يقفون إلا على الالفاظ المتخيرة والمعاني المنتخبة وعلى الالفاظ العذبة والمخارج السهلة والديباجة الكريمة وعلى الطبع المتمكن وعلى السبك الجيد وعلى كل كلام له ماء ورونق وعلى المعاني التي إذا صارت في الصدور عمرتها وأصلحتها من الفساد القديم وفتحت للسان باب البلاغة ودلت الأقلام على مدافن الالفاظ وأشارت إلى حسان المعاني ورأيت البصر بهذا الجوهر من الكلام في رواة الكتاب أعم وعلى ألسنة حذاق الشعراء اظهر ولقد رأيت أبا عمرو الشيباني يكتب اشعارا من أفواه جلسائه ليدخلها في باب التحفظ والتذاكر وربما خيل إلي ان أبناء أولئك الشعراء لا يستطيعون أبدا ان يقولوا شعرا جيدا لمكان إغراقهم في أولئك الآباء ولولا أن أكون عيابا ثم للعلماء خاصة لصورت لك في هذا الكتاب بعض

569

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست