responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 557


سياسة المنصور في العفو عن المسئ ولما احتال أبو الأزهر بالمهلب بن عبيثر المهري لعبد الحميد بن ربعي بن خالد ابن مغداق وأسلمه إلى حميد بن قحطبة وأسلمه حميد إلى المنصور قال لا عذر فأعتذر وقد أحاط بي الذنب وأنت أولى بما ترى قال لست أقتل أحدا من ال قحطبة بل أهب مسيئهم إلى محسنهم وغادرهم لوفيهم قال إن لم يكن في مصطنع فلا حاجة لي في الحياة ولست أرضى أن أكون طليق شفيع وعتيق ابن عم قال اسكت مقبوحا مشقوحا أخرج فإنك أنوك جاهل أنت عتيقهم وطليقهم ما حييت ولما داهن سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب في شأن إبراهيم بن عبد الله وصار إلى المنصور أمر الربيع بخلع سواده والوقوف به على رؤوس اليمانية في المقصورة يوم الجمعة ثم قال قل لهم يقول لكم أمير المؤمنين قد عرفتم ما كان من إحساني إليه وحسن بلائي عنده وقديم نعمتي عليه والذي حاول من الفتنة ورام من البغي وأراد من شق العصا ومعاونة الأعداء وإراقة الدماء وأنه قد استحق بهذا من فعله أليم العقاب وعظيم العذاب وقد رأى أمير المؤمنين إتمام بلائه الجميل لديه ورب نعمائه السابقة عنده لما يتعرفه أمير المؤمنين من حسن عائدة الله عليه وما يؤمله من الخير العاجل والآجل عند العفو عمن ظلم والصفح عمن أساء وقد وهب أمير المؤمنين مسيئهم لمحسنهم وغادرهم لوفيهم وصف المأمون لصنوف العلم وقال سهل بن هارون يوما وهو عند المأمون من أصناف العلم ما لا ينبغي للمسلمين ان يرغبوا فيه وقد يرغب عن بعض العلم كما يرغب عن بعض الحلال قال المأمون قد يسمى بعض الناس الشيء علما وليس بعلم فان كنت أردت هذا فوجهه الذي ذكرنا ولو قلت ان العلم لا يدرك غوره ولا يسبر قعره ولا تبلغ غايته ولا يستقصي أصنافه ولا يضبط آخره فالأمر على ما قلت فإذا كان الأمر كذلك فابدأوا بالأهم فالأهم وابدأوا بالفرض قبل النفل فإذا فعلتم ذلك كان عدلا وقولا صدقا وقد قال بعض العلماء اقتصد من أصناف العلم ما هو أشهى إلى نفسك واخف على قلبك فان نفاذك فيه

557

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 557
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست