responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 398


مطاعن الشعوبية على العرب بشأن العصا وقالت الشعوبية ومن يتعصب للعجمية القضيب للايقاع والقناة للقار والعصا للقتال والقوس للرمي وليس بين الكلام وبين العصا سبب ولا بينه وبين القوس نسب وهما إلى ان يشغلا العقل ويصرفا الخواطر ويعترضا الذهن أشبه وليس في حملها ما يشحذ الذهن ولا في الإشارة بها ما يجلب اللفظ وقد زعم أصحاب الغناء ان المعنى إذا ضرب على غنائه قصر عن المغني الذي لا يضرب على غنائه وحمل العصا بأخلاق الفدادين أشبه وهو بجفاة الاعراب وعنجهية أهل البدو ومزاولة إقامة الإبل على الطرق أشكل وبه أشبه وقالوا والخطابة شيء في جميع الأمم وبكل الأجيال إليه أعظم الحاجة حتى ان الزنج - مع الغثارة ومع فرط الغباوة ومع كلال الحد وغلظ الحس وفساد المزاج - لتطيل الخطب وتفوق في ذلك جميع العجم وإن كانت معانيها أجفى وأغلظ وألفاظها أخطأ وأجهل وقد علمنا ان اخطب الناس الفرس واخطب الفرس أهل فارس وأعذبهم كلاما وأسهلهم مخرجا وأحسنهم ولاء وأشدهم فيه تحنكا أهل مرو وأفصحهم بالفارسية الدرية وباللغة الفهلوية أهل قصبة الأهوار فأما نغمة الهربذ ونغمة الموبذان فلصاحب تفسير الزمزمة قالوا ومن أحب ان يبلغ في صناعة البلاغة ويعرف الغريب ويتبحر في اللغة فليقرأ كتاب كاروند ومن احتاج إلى العقل والأدب والعلم بالمراتب والعبر والمثلات والألفاظ الكريمة والمعاني الشريفة فلينظر إلى سير الملوك فهذه الفرس ورسائلها وخطبها وألفاظها ومعانيها وهذه يونان ورسائلها وخطبها وعللها وحكمها وهذه كتبها في المنطق التي قد جعلتها الحكماء بها تعرف السقم من الصحة والخطأ من الصواب وهذه كتب الهند في حكمها وأسرارها وسيرها وعللها فمن قرأ هذه الكتب عرف غور تلك العقول وغرائب تلك الحكم وعرف أين البيان والبلاغة وأين تكاملت تلك الصناعة فكيف سقط على جميع الأمم من المعروفين بتدقيق المعاني وتخير الالفاظ وتمييز الأمور ان يشيروا بالقنا والعصي والقضبان والقسي كلا ولكنكم

398

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست