responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 284


خطبة يزيد بن الوليد بن عبد الملك ولما قتل يزيد بن الوليد ابن عمه الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان قام خطيبا بعد أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك وما بي إطراء نفسي وإني لظلوم لها ولقد خسرت إن لم يرحمني ربي ولكني خرجت غضبا لله ودينه وداعيا إلى الله وسنة نبيه لما هدمت معالم الهدى وأطفئ نور التقوى وظهر الجبار العنيد المستحل لكل حرمة والراكب لكل بدعة مع انه والله ما كان يؤمن بيوم الحساب ولا يصدق بالثواب والعقاب وانه لابن عمي في النسب وكفئي في الحسب فلما رأيت ذلك استخرت الله في أمره وسألته أن لا يكلني إلى نفسي ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهل ولايتي حتى أراح الله منه العباد وطهر منه البلاد بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي أيها الناس ان لكم علي ان لا أضع حجرا على حجر ولا لبنة على لبنة ولا أكرى نهرا ولا أكنز مالا ولا أعطيه زوجا ولا ولدا ولا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسد فقر ذلك البلد وخصاصة أهله بما يغنيهم فان فضل فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ممن هو أحوج إليه منه وان لا أجمركم في ثغوركم فأفتنكم وأفتن أهليكم ولا أغلق بابي دونكم فيأكل قويكم ضعيفكم ولا أحمل على أهل جزيتكم ما أجليهم به عن بلادهم واقطع نسلهم ولكم عندي أعطياتكم في كل سنة وأرزاقكم في كل شهر حتى تستدر المعيشة بين المسلمين فيكون أقصاهم كأدناهم فإذا انا وفيت لكم فعليكم السمع والطاعة وحسن المؤازرة والمكاتفة وان أنا لم أوف لكم فلكم أن تخلعوني إلا أن تستتيبوني فان أنا تبت قبلتم منى وان عرفتم أحدا يقوم مقامي ممن يعرف بالصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيتكم فأردتم أن تبايعوه فأنا أول من بايعه ودخل في طاعته أيها الناس لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فلما بويع مروان بن محمد نبشه وصلبه

284

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست