responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 140


ولا هابطا هبوطا فقال الحسن لئن قلت ذاك ان خير الأمور أوسطها وجاء في الحديث خالطوا الناس وزايلوهم وقال عبد الله بن مسعود في خطبته وخير الأمور أوساطها وما قل وكفى خير مما كثر وألهى نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كن في الدنيا وسطا وامش جانبا وكانوا يقولون إكره الغلو كما تكره التقصير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه ( قولوا بقولكم ولا يستحوذن عليكم الشيطان ) وكان يقول و ( هل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم ) باب من الخطب القصار من خطب السلف ومواعظ النساك وتأديب من تأديب العلماء قال رجل لأبي هريرة النحوي أريد أن أتعلم العلم وأخاف أن أضيعه قال كفى بترك العلم إضاعة وسمع الأحنف رجلا يقول التعلم في الصغر كالنقش في الحجر فقال الأحنف الكبير أكبر الناس عقلا ولكنه أشغل قلبا وقال أبو الدرداء مالي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) ولذلك قال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه حين دلى زيد بن ثابت في القبر من سره أن يرى كيف ذهاب العلم فلينظر فهكذا ذهابه وقال بعض الشعراء لبعض العلماء :
أبعدت من يومك الفرار فما * جاورت حيث انتهى بك القدر لو كان ينجي من الردى حذر * نجاك مما أصابك الحذر يرحمك الله من أخي ثقة * لم يك في صفو وده كدر فهكذا يفسد الزمان ويف‌ * نى العلم منه ويدرس الأثر وقال قتادة لو كان أحد مكتفيا من العلم لاكتفى نبي الله موسى عليه السلام إذ قال للعبد الصالح ( هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ) وقال أبو العباس التميمي قال طاؤس الكلمة الصالحة صدقة

140

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست